-٢٢١-
٦- وعلى الرغم من أن المدد الذي كان يتوقعه الأتراك لم يصلهم وأن الوسائل التي كانت لديهم قليلة، فانهم تحت ضغط الألمان الملح، ولاسيما تحت ضغط الميرالاي فون قرس بك، قرروا القيام بحملة جديدة على القنال. فساروا ليلاً وحملوا على قطية، والروماني حملة كان النجاح حليفهم فيها، وكان ذلك في ٢٣ نيسان ١٩١٦. ثم زحفوا باتجاه القنال. وكانت قوتهم في هذا الزحف مؤلفة من ٢٠٠٠٠٠ جندي نصفهم فقط محاربون. ولم يكن بينهم سوى كتيبة واحدة من الخيالة بينما كان لدى الانكليز ثلاثة (آلايات) من الخيالة. هذا عدا المشاة ورجال المدفعية، والآلات الميكانيكية وما إلى ذلك. فشل الأتراك ايضاً في هذه الحملة التي قاموا بها فجأة في الليلة الرابعة من شهر اغسطس ١٩١٦، فارتدوا على اعقابهم حتى العريش. وكانت خسائرهم في هذه المرة ألف شهيد وثلاثة آلاف أسير. وأما خسائر الإنكليز فانها على قول الأتراك لم تتجاوز ۱۱۳۰ قتيلا. ٧- لقد تبدل الموقف في هذه الجبهة، بعد فشل الحملة الثانية، تبدلا محسوساً. فبعد أن كان الأتراك مهاجمين والانكليز مدافعين، انقلبت الآية فأصبح الانكليز مهاجمين والأتراك مدافعين. وراح الانكليز يفكرون في الاستيلاء على فلسطين بعد أن كانوا قانعين بالدفاع عن مصر فقط.
٨- بعد أن تم للانكليز (۱) درء خطر الأتراك عن مصر وقناة السويس، اعتزموا القيام بحركات واسعة النطاق لاحتلال فلسطين. وكان ذلك بناء على قرار أصدرته وزارة الحرب البريطانية في بداية عام ۱۹۱۷(۳). ولقد صدر هذا القرار في نفس الوقت
(١) (The Palestine Compaigns, by Colonel A.P. Wavell)
(٢)ذلك لأن المستر لويد جورج (Mr. Lioyd George) الذي تولى رئاسة الوزارة البريطانية بعد المستر اسكويت (Mr. Asquith) في ٧ من ديسمبر سنة ١٩١٦ كان يرى أنه لا بد من اشغال الألمان في جبهة اخرى غير الجبهة الغريبة في اوربا، وقد ابرق إلى الجنرال ارشيبالد مورى يقول: (لا بد من الحصول على نصر في الشرق).