-٢١٩-
كاد هذا العدد الضئيل من الجند يعبرون القناة حتى تلقتهم المدفعية البريطانية بنيرانها الحامية. وكانت هذه تقذف حممها من بعض قطع الاسطول الذي كان راسيا في البحيرة المرة؛ فصدتهم على اعقابهم، بعد أن استشهد عدد كبير منهم واسر آخرون. ولم ينجح الاتراك في حملتهم هذه إلا نجاحاً ضئيلا هو إرغام الانكليز على أن يبقوا في الضفة الغربية، وتخريب مدرعة انكليزية كانت راسية في القتال. فقرروا الانسحاب رغم أنف (قرس بك) الذي كان (يفضل الموت على الانسحاب).
وقد انسحبوا بالفعل إلى غزة، تاركين وراءهم ۱۳۰۰ شهيد، وعدداً كبيراً من الإبل التي نفقت بسبب الحر والتعب. وأما الانكليز فاتهم على قول الاتراك أنفسهم لم يخسروا في هذه المعركة سوى ۱۷۵ قتيل. وقد رافق جمال باشا الكبير قائد الجيش الرابع هذه الحملة من اولها إلى آخرها.
٣- عندما فشل الاتراك في حملتهم الاولى هذه أخذوا يستكملون نقائص جيشهم، ويتأهبون للقيام بحملة ثانية. فأصلحوا شؤون منازلهم على طول الطريق، وعبدوا الطرق، ومدوا السكك الحديدية، واستخدموا عدداً كبيراً من الجنود كعمال لهذه الغاية وعهدوا بهذه الاعمال كلها إلى (قيادة الصحراء) التي وضعت تحت إمرة القائد الالماني (الميرالاي فون قرس بك). ورابطت قوة الصحراء هذه في العريش وقلعة النخل والابن. وقد اتخذت هذه الاخيرة مقراً للقيادة.
المير الاى فون فرسي الالماني
وفيما كان الاتراك يتأهبون للقيام بحملتهم الثانية على القتال حدث في ساحات