-۲۱۸-
٢٣ و ٢٥ و ٢٧ وعدد من المتطوعين. وقد بلغ مجموع افراد هذه القوة ١٢٦٤٢ (١) جندياً. وكان مجهزاً بسرية من الهجانة، وعدد من المدافع الثقيلة والمتراليوزات والبنادق السريعة الطلقات. وكان معه ٩٦٨ حصاناً و ٣٢٨ ثوراً لسحب المدافع عبر الصحراء، وسبعة آلاف جمل. وأما قائد هذه الحملة فهو جمال باشا الكبير قائد الجيش الرابع.
غير أن الطريق إلى قناة السويس كانت محفوفة بالمخاطر. ذلك لأنها تمر من بادية لا زرع فيها ولا ماء. حتى أن قيادة الجيش أمرت الضباط والجنود أن يقتصدوا في استعمال الماء، وأن لا يشرب الواحد منهم أكثر من ابريق في اليوم الواحد.
ولذلك كان يترتب على الأتراك أن يقوموا بعمل فجائي فور وصولهم للقناة. وكان عليهم أما أن يحتلوا القناة ويقضوا على الجيش الانكليزي الرابض وراءها، وذلك في بحر اربعة ايام من وصولهم؛ أو ان ينسحبوا إلى الوراء، إلى مكان يتوفر فيه الماء.
٢- أخذت كتائب الاتراك تتجمع في بئر السبع حوالي الاسبوع الاخير من شهر كانون الأول لعام ١٩١٤. وفي اليوم الرابع عشر من كانون الثاني سنة ١٩١٥ شرعت هذه الكتائب في الزحف ميممة قناة السويس. وكانت تزحف ليلا وتستريح نهاراً. فوصلت إلى العوجا في اليوم التالي، ثم عبرت الحدود التركية المصرية، واجتازت صحراء سينا دون أن تلقى اية مقاومة من الانكليز. إذ كان هؤلاء قد اختاروا البقاء وراء الضفة الغربية. اختار الاتراك لزحفهم هذا ثلاث طرق: الاولى طريق الشاطيء من غزة إلى رفح فالعريش، والثانية من قلب الصحراء عن طريق بئر السبع إلى العوجا فالمحدثة والخبرة، والثالثة عن طريق العقبة. وحاول الاتراك عبور قناة السويس. وقد عبرتها بالفعل قوة صغيرة مؤلفة من ستمائة جندي في مكان يدعى (طرسوم - سرابيوم) بالقرب من البحيرة المرة أمام الاسماعيلية. واستعمل هؤلاء المعديات (٢) التي هيئت لهذه الغاية. إلا أن هذه المعديات لم تكن كافية، فما
(۱) كان الأتراك يمنون انفسهم بانضمام عدد كبير من المتطوعين إلى هذا الجيش وبوصول الكتائب المرابطة في الحجاز حتى يبلغ عددهم (۲٥،۰۰۰)، ولكن امنيتهم هذه لم تتحقق.
(۲) حمل الأتراك هذه المعديات معهم عندما اجتازوا الصحراء. وقد كانت قطعاً متناثرة فركبوها عند وصولهم للقتال واستعملوها.