-١٨٨-
أتباعه وهم البراعصة والحرابي والحاسي والهوارة وفريق من الصبيح والصقر ٫ وحارب الأكراد. فانتصر عليهم ( ١٨٥٧ م ) .
فطار صيته أكثر من ذي قبل . الأمر الذي جعل ولاة الامور من الأتراك يحقدون عليه . وقد تآمر عليه كل من والي بيروت المشير قيولي باشا ، وقائمقام عكا حسن تحسين بك ، وأخذا يدسان الدسائس ضده ثم جاء هولو باشا (۱) حاكم نابلس ، فجرد على عقيلة حملة من الجند ، فكبسوه في غور بيسان . وقد فر إلى الصلت ، ثم ذهب إلى الحسي ، ومنها جاء إلى غزة . وفيما كان يعيش في غزة أخذ يستنجد بخديوي مصر سعيد باشا ، فأشار عليه هذا بالرجوع إلى الشام ؛ وقد حمله رسالة خاصة إلى الأمير عبد القادر ، فتوفى (٢) قرية عبلين في ۱۰ شوال سنة ۱۲۸٥) للهجرة ) ۱۸۷۰م) .
٣٣ - إن الحوادث التي ذكرناها في الأسطر المتقدمة ليست إلا جزءاً من كل من حوادث الفتن والتلاقل التي حدثت على عهد الأتراك العثمانيين في هذه البلاد . ولقد رأيت مما تقدم أن البلاد ما كانت لتنجو من ثورة حتى تقع في اخرى أشد منها ، وما كانت لتخرج من فتنة حتى تسقط في أخرى أفظع منها . كل ذلك ناشيء عن إهمال السلاطين والولاة لواجاتهم الحقيقية . وإذا قدر الله وتولى الأمر وجل صالح منهم فان الدهر ما كان ليجود عليه بالعمر الطويل أو الأعوان الصالحين ليشدوا أزره ويحققوا أمله في الاصلاح هذا من الوجهة السياسية. وأما من الوجهة الاقتصادية فإليك بيان الحال التي كانت عليها غزة في ذلك الحين .
٣٤ - كان في غزة يومئذ ( أسيت في اواخر القرن الثامن عشر للميلاد وأوائل القرن التاسع عشر ) ما لا يقل عن أربعة آلاف منزل ، وخمسمائة دكان واربعين نولا للنسيج ، ومصبنتين ، وأربع معاصر للسيرج ، وستة بدود للزيت ومطحنة واحدة تدار بالفحم الحجري (۳) ، ومعمل واحد للبلاط ، ودباغة واحدة ،
(1) أنه من عرب الموالي . وهو والد عزة باشا العابد صاحب النفوذ المشهور على عهد السلطان عبد الحميد • (۲) إن ذريته تقيم الآن في الدلهمية فى غور بيسان.
(۳) كانت هذه المطحنة فى بادى، الأمر حجرية تدار بالدواب . وكان في كل دار من دور غزة طاحون صغيرة مؤلفة من حجرين مستديرين.