-۱۷۹-
ومؤرخيها . فقضينا الوقت كله، ليلاً ونهاراً ، في تتبع آثار المدينة وأخبارها : وعلمت منهم أن مدينة غزة أيضاً كانت إحدث المدن التي عمرت وازدهرت بعد الطوفان . فقد ذكرها ابن صولاق ، وواضع خطط القضاعي ، ومؤلف التجويد في الصحافة ، والذهبي ، فقالوا ان أول من بناها ) مرمشم) (۲) ابن سام ابن نوح عليه السلام ؛ وأن هذا بني ، على بعد ثلاثة أميال منها ، مدينة أخرى أسماها (مرمش)؟ وقد خربت هذه وهجرت منذ أيام نبوخذ نصر . إلا أن بقاياها تدلنا على ما كانت عليه عظمة في العهود الغابرة .
"وأن الطبيب المشهور غالينوس زار تلك المدينة في عهد ازدهارها ، ومات فيها .
وأما الآن فان غزة عامرة ، ولها مستقبل زاهر . فقد انتقلت عام ٩٢٢ للهجرة
من يد السلطان الغوري إلى يد السلطان سليم الأول . وهي الآن مركز لسنجق
غزة التابع لولاية سوريا . والضرائب الأميرية المعينة لأمير اللواء فيها هي (٥٠٨٣٢٨)
من الفضة . ولها سبع زعامات ، ومئة وسبع تيارات ( ؟ ) ، وفيها ، بموجب القانون ،
١١٥٠ عسكرياً بينهم من يحملون رتبة ( جبه لو ) . كما أن الباشا ) والآلاي بك )
فيها يسيران تحت لوائها .
وأما منصب القاضي ، ذلك المنصب النبيل ، فقد خصص له ثلاثماية من الفضة وعلاوة على هذا فان مبلغاً قدره أربعة آلاف قرش يجمع من قراها لأجل القاضي ، و آخر قدره ثمانون ألفاً لأجل الباشا
"إن هذا السنجقى مأهول بالسكان، ومزدهر بالعمران . وهناك شيخ للإسلام
بالفقه على المذاهب الأربعة الكبرى ، ونقيب للأشراف ، وأعيان ، ونبلاء
عظام ، ورجال أفاضل ، وكوكبة من السباهي المحترمين ، ورجال ماهرون في مختلف
الحرف والصنائع .
"وهناك ، فضلاً عن ذلك ، نائب المدينة ، وصوباشي ، ومحتسب ، وباجدار ولما كانت هذه المدينة قد منحت منذ أيام السلطان سليم الأول إلى حسين باشا وأولاده من بعده واسرته على مدى الحياة فان جميع الضرائب التي تجي فيها شخصية تخص الباشا. » إن قلمة غزة التي بنيت في العهود الغابرة دمرها نبوخذ نصر . وأما صنها الحالي فقد بني في وقت بعد ذلك التاريخ . إنه لحصن صغير ، مربع الشكل ، مبني