-١٦- غزة في عهد الفراعنة ـ كانت غزة ولا تزال حلقة الاتصال بين مصر والشام . انها ذات قيمة حربية واقتصادية في نظر الجيوش التي تعبر الصحراء. ولطالما اعتبرت في التاريخين: القديم والحديث المخفر الامامي لمصر وافريقيا وباب آسيا» . ولهذا كانت ولا تزال موضع اهتمام جميع الملوك والسلاطين والغزاة والفاتحين الذين اعتلوا عرش النيل من أيام الفراعنة حتى يومنا هذا . وكان المصريون في عهد الفراعنة يسمونها ( هازاتي ) و (عزاني ) . كذلك ورد اسمها في الواح ( تل العمارنة ) . ووردت في بعض الاسفار الاخرى بهذا الاسم : ( غاداتو ) و ( غازاتو ) وما إلى ذلك .
٢- ولقد كان المصريون أهم عنصر من عناصر السكان الذين استوطنوا غزة على من الاحقاب. وإذا كنت في شك من قولي هذا فما عليك إلا أن تقلب صفحات التاريخ ، أو تقوم بجولة قصيرة في شارع من شوارع غزة في هذه الايام : تشابه في الرداء ، واللهجة ؛ وفي العادات ، والعنعنات ؛ وفي الافراح ، والمآتم ؛ وفي السحن وتقاطيع الوجه ؛ وفي الابنية ، والمآكل ؛ وفي كل شيء . ولا غرابة في ذلك . فكما أن الجيوش التي كانت تعير الصحراء من مصر الى سوريا كانت تترك اثناء او بنتها الى صر عدداً من رجالها هنا في غزة ، فقد كان المصريون في زمن السلم أيضاً يؤمونها مستمرئين العيش فيها . ولكن صعب علينا استجلاء الغامض من هذه الناحية في عهد الفراعنة فان لنا في التاريخ الحديث خير دليل على ذلك ؛ ولا سيما عندما رجع إبراهيم باشا الى مصر بعد حروبه في هذه البلاد تاركا وراءه عدداً غير قليل من بني قومه .
٣- وإليك اسماء ملوك مصر وفراغتها الاقدمين الذين مروا منها ، او فتحوها وكان لهم شأن فيها : -
مرن رع ( ۳۲۳۵ ق . م ) مر هذا من غزة أثناء فتحه الشام .