١٤٨
مصر والشام بالبواقي . ثم سار منها في يوم الخميس أول صفر . ونزل بظاهر بلبيس .
وقد خرج إليه امراء مصر وحلفوا له . وتسنم عرش السلطنة
ويظهر أن السلطان لاجين أيضاً كان كثير الاهتمام بمساجد غزة وجوامعها . وإنك لترى على أحد شبابيك الإيوان القبلي للجامع الكبير كلمات (۱) تدل على ذلك.
۱٥ - وفي سنة ٦٩٧ هـ بلغ الأمير سيف الدين جاغان شاد الدواوين بدمشق أن للأمير عن الدين الجناحي نائب غزة ، وديعة عند رجل ؛ فاستدعاه بعد موت الجناحي وطالبه ، فقال : ( قد أخذ الوديعة قبل موته ) . فلما أراد عقوبته حضر إليه فخر الدين الاعزازي أحد تجار دمشق ، وقال : ( ان هذه الوديعة أخذها الجناحي من هذا الرجل ، وجعلها تحت يدي ) . وأحضر صندوقاً ، فوجد الأمير جاغان فيه انين وثلاثين ألف دينار وأربعة وثلاثين ديناراً عيناً . ووجد فيه حلى قيمتها خمسون ألف دينار .
١٦ - وفي سنة ٦٩٩ هـ توجه السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون به ساكر مصر إلى الشام، وكان امراؤه كثيري التحاسد والتنافس في تلك الأيام. فلما وصلوا (٢) غزة ، أقبلوا على الصيد والاجتماع والتنزه. فلما رحل السلطان بمسكره من غزة وتل المجول ، ركب الامراء للخدمة على العادة. وفي الطريق هجم برنطاي أحد المماليك السلطانية على الأمير بيبرس، وأراد قتله. إلا أنه لم يفلح . بل قتل هو . فساد الهرج بين المجند . وساد الاعتقاد أن المؤامرة مديرة من السلطان . فرجع الأمراء إلى المخيم . ولكن السلطان حلف أنه لم يكن عنده عسلم بما ذكر . وقد شنق في الغد نحو الخمسين من المتآمرين. وطلب الأمير قطلو برس ، فلم يوجد . وكان قد فر إلى غزة ، واختفى بها . قهبت أثقاله كلها . ثم رحل السلطان بعد عشرة أيام إلى قرتيه . ورسم بالإقامة عليها حق يعود الرسل بأخبار العدو . وبعثوا القصاد للكشف عن ذلك . وفيا كانوا هناك سالت الأودية . ثم عقب هذا السيل جراد كثير بحيث السماء عن الأبصار . وبعد بضعة أيام وقع الرحيل إلى دمشق
وعندما اهلت سنة ۷۰۰ه ورد الخبر بحركة غازان قائد التتر إلى بلاد الشام .
(١) راجع ما كتبناه عن جوامع غزة ومساجدها في مكان آخر من هذا الكتاب.
(٢) كتاب اللوك لمعرفة دول الملوك .