-١٠٢-
غزة والسامريون
يجدر بك أيها القارى الكريم أن تقرأ هذا الفصل بعد انتهائك من قراءة تاريخ اليهود في غزة. إذ أنهم أقرب الناس إلى اليهود ديناً ولسانا.
ولهذا نود ، قبل كل شيء ، أن نلقي نظرة بسيطة على النقط والمباديء الدينية التي تكون شقة الخلاف بينهم وبين اليهود فنقول :
السامريون لا يقبلون من التوراة التي يعترف بها اليهود سوى أسفار موسى انهم ينكرون الرواية القائلة بأن ( سرجون ( ملك آشور عندما نفى بني اسرائيل إلى بلاده ، وأسكنهم في ما بين النهرين ، أتى بدلا منهم بقوم من بابل ، وأسكنهم في الساحرة ، ولذلك سموا ) سامريين ) . ويقولون انهم في الحقيقة ليسوا بسامريين وإنما هم شومرونيم ( 2 ) أو شومريم ( ١٦٥١ ) أي المحافظون على الديانة اليهودية القديمة. وقد ظهر الخلاف بينهم وبين اليهود في زمن داود ، ما أراد هذا أن يبني الهيكل ؛ وازداد في زمن سليمان لما بنى الهيكل في اورشليم واحتدم الخلاف بين الفريقين عندما ألف ( عزرا ) كتاباً قال فيه: « إن السامرين اميون ، وانهم يعبدون الحمامة ».
٢-هناك كتابات وآثار تدل على أنه كان في غزة ، من القرن الرابع إلى القرن السابع عشر ، عدد كبير من السامريين . وهذا ما حدا بنا لأن نفرد لهم فصلا خاصاً تذكر فيه طائفة من الاخبار التي اتصلت بنا عن تاريخهم ، ووقائعهم ، وعددهم ، وأمانيهم ، ورجالهم ؛ على أن نحصر بحثنا بما له صلة . من هذه الاماني والوقائع بتاريخ غزة ، ذلك التاريخ الذي جعلناه مداراً للبحث في كتابنا هذا. ٣ - ففي القرن الرابع ، اعطيت البلاد الواقعة بين غزة والنهر المصري إلى ( اسرائيل بن ماخير ) (۱) الذي كان قائداً لجيش ( بابا رابا ) (٢) الذي حارب الرومان. وعين ( شالوم ) السامري رئيساً روحياً لهذه البلاد. وأما البلاد الممتدة من الكرمل 100 12 58781 (1) 727-8 (۲)
