ومن نقائص الادب العربي انه كان خاصاً بالطبقة السائدة يتناول شؤونهم ولا ينزل إلى شؤون العامة . فهو أدب فسيفساء وتطريز فاذا أردنا أن نصف ما في دكان بدال او صانع أحذية لما قدرنا . وذلك لان التعليم لم ينتشر قط بين عامة العرب بل كان مقصوراً على طبقة الاغتياء . ثم لم يكن لأدب العرب غاية بل هو لا يخرج كله عن أن يكون جملة نوادر ولطائف تسري عن النفس بما فيها من فكاهة . ووظيفة الأدب الآن هي نقد الحياة وشؤونها الاجتماعية والدينية والثقافية . ثم يجب أن نذكر ان أدب العرب كان في أحسن أوقاته ناقصاً لانه لم يكن يعرف الفنون التي عرفها الاغريق القدماء كالدرامة ( أي القصة التمثيلية ) والعلياءات في الشعر كلا لياذة التي الفها هرميروس كما انه كان يحرم مزاولة التصوير والنحتز
والادباء العرب الآن ينقسمون فئتين : إحداهما تتمسك بالقديم وتؤثر طرق ادباء العرب العتيقة على كل طريقة جديدة ، فاذا كتبت زخرفت ونقت واذا رمت الى قصد فلا يخرج عما رمى اليه العرب أيام الدولة الاموية أو العباسية ومنها شعراء يكتبون كما كان يكتب شعراء هاتين الدولتين يمدحون ويهجون و برتون مثلهم و يستعملون المجازات والاستمارات التي كانوا يستعملونها و ينظرون إلى الادب كانه لعبة جميلة ينكهون بها الناس ، فهم لا يقصدون الى منفعة هؤلاء الناس أو إلى رفعهم إلى مستوى جديد من الآداب . والخلاصة انهم يعنون بالصيغة ولا يعنون بالمادة . تقرأ مثلا مقدمة « حافظ ابراهيم» عن البؤس فتجد الفاظاً مرصوصة غاية في الزركشة وجمال الرنين ولكنك لو حاولت أن تلخص معناها في النهاية لما قدرت لانه ليس لها معنى وليس للكاتب نفسه رأي في البؤس وانما هو ينمق الالفاظ لا لغرض آخر سوى التنميق . ثم انظر الى « شوقي ، وقابل حياته وعمله بحياة « تاغوري الهندي، وعمله . فلقد ترجت