الواهمة فوق المنطق اشبه بالغشاوة على الابصار ؛ فطوبى لن تدبر
واستبصر ثم مزق هاتيك الاستار. ضع تصاريف الكون على المحك ثم اعرها
نظرة ناقد لتعرف الزيف من خالص الابريز . لا يغرنك زخرف القول ؛ فر ما
كان من وحي الشياطين. لا تخدعنك فخامة اللفظ ؛ فطالما جنت على الحقايق
مجازاتها . وحسبك من ذلك اطلاق الالفاظ على اضدادها كتسمية الزنجي
لؤلؤاً وجبينه طرة ليل بهيم •
امعن النظر في شؤون الحياة هل ترى حقا لم يدس فيه شيء من الباطل ? ولكن الفضل لرجال التمحيص، اولئك هم الابطال . ان احق الحق وجود الحق ووحدته ؛ الا هل خلا هذا الحق الصراح من شوب الباطل ? فكم جعلوا لله شركاء وما أكثر « المعطلة ، وعبدة الأوثان فاذا ما اتخذ الانسان آلهة من الحجر افلا يتخذ آلهة من البشر ? الا ان مثل الدخلاء اشباح الباطل مثل الاوثان ؛ فلندع الاوهام وانحطم الاصنام
الوهم وهن ، والناس في اوهامهم سجناء ، والتقليد قيود واغلال في
الايدي والاعناق وما امات الانسان مثل تينك الجرثومتين ـ الوهم والتقليد -
فطوبى لمن شاقته الحياة ففك الاطواق ومشى نحو حظيرة الاطلاق .
لا تستعظم الامر فانه دون ما يتصور وهمك ، لا نهولتك جنوده فانما هي
اشباح تستمد قوتها من سلطة التقليد .
ان الحقيقة اشبه بالكرة لا ترى الا من الصفحة المقابلة . فالحكم على سائرها اغتراراً بجزء منها ضرب من سذاجة الفكر وخطل الرأي . وانما الالمعي من قلب النظر في كل صفحاتها ثم حكم على كل منهن بما تستحقه .
وصفوة البحث ان التدليس والتلبيس من أكبر مصائد ذوي الاهواء ، ولا نكاد نجد حقيقة لم تصب بشيء من دنسهما ، وإن صنفي الأمراء والعلمه .....