انتقل إلى المحتوى

صفحة:موسيقى (1905) - جبران خليل جبران.djvu/29

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
(۱۷)

جالست من ميزه الله بعذوبة الصوت، وحبـــاه ادراك فلسفة التنغيم والايقاع فرأيت السامعين حوله مصغين صاغرين ماسكين انفاسهم محكومين بفواعل السكينة شاخصين اليه وكالشعراء المستسلمين لقوة فعالة توحي اليهم اسراراً غريبة حتى اذا ما انتهى الملحن انشاده تشهدوا جميعاً ذاك التنهد الطويل - اه اه صادرة من افئدة هيحت فيها الالحان عواطف مكنونة فلذ لها التأوه. أه تتنفسها قلوب حرى انعشتها الذكرى. أه كلمة صغيرة لكنها حديث طويل اه ما قالها سامع كلام الملحن لا ولا ناظر وجهه بل تنهدها من اعار اذناً لنشيد نسج من مقاطع انفاس منقطعة.

انفاس حية مثلت لهُ فصلاً من رواية حياته الماضية او فشت سراً اکنته اضلعه.

وكم تأَملت وجه سامع حساس فرايت ملامحه تنقبض تارة وتنبسط طوراً وتنقلب مع تقلبات النغم.