انتقل إلى المحتوى

صفحة:موسيقى (1905) - جبران خليل جبران.djvu/28

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
ثمة مشكلة عند تصحيح هذه الصفحة.

(١٦)

قلبيهما فيجتمع الاقارب والخلان ويفرحون بالاناشيد والاهازيج ويقيمون الموسيقى شاهدا عندما يربط القران المحبة . فكأني بها يوم التعريس صوت رهيب تمازجه الحلاوة . صوت يمجد الله في مخلوقاته ، صوت ينبه الحياة النائمة تفسير وتنتشر وتملاء وجه الارض وعندما ياتي الموت ويمثل آخر مشهد من رواية الحياة نسمع الموسيقى المحزنة ونراها تملاء الجو باشباح الاسى في تلك الساعة الموجعة اذ تودع النفس ساحل هذا العالم الجميل وتسبح في بحر الابدية تاركة هيكلها الهيولي بين ايدي الملحنين والندابين فيتاوهون بنغمات الحزن والاسف ويلحقون تلك المادة الثرى ويشيعونها بالكان مفادها الضيم واناشيد معناها الكمد واللوعة . نغمات يحبونها ما بقى التراب فوق التراب وندبلت يبقى صداها خلايا الجوارح ما دام القلب يذكر من مضى.