٤٠٨
الباب الحادي عشر في شرط الهزيمة
اعلم ان شرط الهزيمة أمران أحدهما زيادة عدد الكفار على الضعف والآخر أن ينهزم متحيراً إلى فئة مثل أن تحرك من الشمس إلى الغال ومن الصحراء الى الجميله فان كان المشركون أكثر من مثلى المسلمين وغلب على ظن المسلمين أنهم لا يقاومونهم فتحل الهزيمة وان غلب على ظنهم أنهم يقاومونهم فلا تحرم الهزيمة ولا خلاف بين المسلمين لو وقفو أو عرفوا أنهم مقتولون يجوز الانهزام
الباب الثاني عشر في شرط الامان
وشرط الامان شيئان أحدهما أن لا يكون ضرر على المسلمين فلو أمن طليعة أو جاسوسا اغتيل ولم مبالغ المأمن ولو أن واحداً من المسلمين أمن كافرا باذن الامام أو بغير اذنه وله مضرة ومفسدة تعود على المسلمين مثل أن يكون جاسوساً أو فنانا أو مخذلا يحرف جيوش المسلمين فيجوز قتله وان كان دخل بالأمان في دار الاسلام لان الامان شرع للمصلحة فاذا انقلبت مفسدة فلا تشرع والشرط الثانى أن يؤقت الأمان الى شهر أو سنة فإن أبده وقال أنت آمن أبداً فلا يصح الامان والله تعالى أعلم
الباب الثالث عشر في محاورات ابليس اللعين مع الملوك والأتراك
أعلم أن الشيطان بمرصد الانسان قد نصب شبكته يريد أن يصيده فيخدع الناس فيجي الى الاتراك ويقول ما أغفلكم ما أعجكم أنبيعون العاجلة بالأجل أنتم في عيشة طيبة وبساتين وكنوز وجوار وعلمان وخواتين تذهبون الى القتال حتى تقتلون فتنكح أزواجكم وتقسم أموالكم وتيتم أولادكم وتسكن مساكنكم ما أحمقكم وأبعدكم عن العقل هيهات هيهات قدمات الناس من حسرة ما أتم عليه وأنتم تهلكون أنفسكم وتؤتمون أولادكم ولا تشعرون الزموا أما كنكم واحفظوا سلطانكم فاني ناصيح أمين ولا تبيعوا الراحة بالمضرة أتتركون فيما هاهنا