تطور الصحافة
أن صحافة كل امه تابعة لها. لا تجد صحافة راقية في امة منحطة، ولا تجد صحافة منحطة في امة راقية. ومن قابل صحافة اليوم بما كانت عليه الى عهد قريب، رأى انها قد دبت فيها الحياة، واخذت تترقى يوماً فيوماً تبعاً لنهوض الامة وتطورها.
وهذه بعض الوجوه التي تتميز بها صحافة اليوم عما كانت عليه قبله. (۱) نزل الى ميدان الصحافة كبار الناس اصحاب الجاه العريض والثروة الطائلة من زعماء السياسة، يستعملونها للتبشير بمذاهبهم ينفقون عليها عن سعة . فصارت أكثر الصحف تعيش على اصحابها ، بعد أن كان أصحابها يعيشون عليها، بل يبتذلونها في سبيل التعيش والتكسب. فأثرى القليلون ، وادركت الكثيرين حرفة الادب . (۲) جعلت الصحافة تعنى بالعلم والادب عنايتها بالسياسة ، فكانت والادب ، وكان العلم والأدب سببا لترويج السياسة سبباً لترويج العلم السياسة . فهي اول وهما الحل الثاني اوهما اول وهي المحل الثاني . وقد كانت جريدة السياسة الغراء في طليعة هذا الدور ، فهي تعيش على اصحابها ، وفيهم اصحاب اجاه العريض والثروة الطائلة . وهي تبحث في السياسة والعلم والادب والاجتماع وغير ذلك ، وفيها من نشرت في جريدة السياسة الغراء في العدد ٢٥٣ بتاريخ ٢٢ اوغسطس سنة ١٩٢٣