اللغة العربية في نهضتها الاخيرة
لم تستيقظ الامة العربية منذ جيل او اقل من سباتها الطويل، الا وقد انقطع عبد الالسنة باللغة الفصحى ، ولم يبق من صلة بين الامة والسلف الصالح الا الفاظ قليلة تبدات مقاطعها وتغيرت هيئاتها ، والا تعبيرات مشوشة مختله . ولو ان داعياً دعا في ذلك العهد الى استبدال اللغة العامية من الفصحى ، واعتمادها في الكتابه لم يجد من ينكر عليه ذلك . لان الامة باسرها كانت غريبة عن اللغة الفصحى وآدابها ، فكيف تتعصب لها وتذود عنها وهي لا تعرفها ، وفوق ذلك لم يكن التعليم في يدها بل كان في يد غيرها .. ولكن من حسن حظ هذه اللغة ان جعل التعليم بها ، وكان اول ما فعله أولئك الرؤساء الغرباء الكرام ان جمعوا ما وصلت اليه ايديهم من الكتب العربية ، وكانت مبعثرة هنا وهناك لا يعرف احد قيمتها ، واوعزوا الى من استعانوا بهم من الاساتذة ان يتصفحوها ويستقروا الفاظها ، ويستخرجوا مخباتها بحيث كانت النهضة لأول عهدها لغوية .. ومن تصفح أول ما وضع من الكتب المدرسية في اللغة والرياضيات والجغرافيا والهيئة والطبيعيات والطب وسائر الفروع ، رأى من صنع أولئك المؤلفين انهم حرصوا كل الحرص على اقتباس الفاظ القدماء العلمية والفنية. ومع تقصيهم في التنقيب والاستقراء لم ينزلوا من اللغة نشرت في جريدة السياسة في المعدد ۸۹ بتاريخ ٩ فبراير سنة ١٩٢٣