الأصلي وبعضها بتصرف قليل ، والثاني ان اكثر اشكالها تكاد تشبه الأشكال الفينيقية . ولا شك اننا استعملنا الحروف الفينيقية بعينها حتى لأول عهدنا بالكتابة، ثم مع توالي الأيام تغيرت حروفنا شيئاً فشيئاً بعد الشبه بينها وبين الحروف الفينيقية ، وليس من السهل تتبع هذا التغير فنكتفي بالاشارة الى شيء منه على قدر ماتيسر لنا من الاشكال عند الطبع . ذلك الألف والواو واليا، فقد كانت الألف في الاصل تكتب من على شكل يشبه رأس ثور حسب اصل كتابتها في القلم الهيروغليني ، وكانت الواو والياء تكتبان على شكلين آخرين لم نوفق الى صورة لكل منهما عند الطبع فاستبدلوا اشكالها هذه بأشكالها المعروفة، والذي يخطر لنا انهم راعوا في هذا الابدال شكل الفم عند التلفظ بها فجعلوا الألف خطا عمودياً هكذا تكون فتحة الفم عمودية، وجعلوا الواو على شكل دائرة ليكون الفم عند قرائتها مضموماً، وهي تشبه حرف ٥ الأفرنجية في الخط الا اننا زدنا لها ذنباً ولعله كان قصيراً فى أول عهده ثم طولناه حسب عادتنا من مشق الحروف ومطلها في أواخرها عند الاسراع في كتابتها ، بل ان الافرنج انفسهم يضعون مثل هذا الذنب لحرف ( ولكن الفرق بيننا وبينهم أن الذنب عندنا في ذيل حرفنا والذنب عندهم في رأس حرفهم . وجعلوا الياء على صورة دائرة مستطيلة عرضاً لتكون على شكل الفم عند قراءتها ، ثم فتحوها قليلا من الاعلى جعلوا لها منقاراً ووضعوا نقطتين تحتها للتزيين او ليميزوها عن غيرها . فاذا صبح استنتاجنا كانت الألف والواو والياء من ادل الحروف على شكل الفم ، بل كانت مقروة من تلقاء نفسها . 0
صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/56
المظهر