انتقل إلى المحتوى

صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/55

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ٥٢ —

( ٤ ) الدور الهجائي. استعملوا فيه المقاطع حروفاً مستقلة فصورة الحصان التي كانت تدل على حاء مكسورة مثلا في الدور المقطعي استعملت في هذا الدور للدلالة على الحاء الساكنة ، وهو اقل الأدوار اشكالاً و اسهالها استعمالا والفضل في وضع الحروف الهجائية راجع الى الفينيقيين ، واذا كانت الكتابة هي الجسر الذي مرت عليه الانسانية من الهمجية الى المدنية، كان الفينيقيون اهم سبب في تمدن اكثر امم الارض ، واذا صح رأي فريق من المؤرخين انهم من العرب ابناء اسماعيل بن ابرهيم كان للعرب اليد البيضاء - التي لاتو دى - على الانسانية جمعاء . لاشك ان الكتابة في ادوارها الأولى كانت مقروءة من تلقاء نفسها ، حتى في اول الدور الهجائي ، لأن العلاقة بين الأصوات والنقوش الموضوعة لها كانت معقولة واضحة ، فكان كل الناس قراء . ولكن تلك العلاقة لم تلبث في الدور الهجاني ان اخذت تخفي شيئاً فشيئاً الى ان اصبحت دلالة النقش على الصوت اعتباطية، وعادت الحروف الهجائية لا تؤخذ الا بالدرس ، فانقسم الناس بسبب ذلك الى أميين ومتعلمين . "

والحروق العربية مثل غيرها من الحروف المعروفة اليوم اصلها فينيقي بدليلين : الأول ان اسماءها لاتزال الى اليوم فينيقية بعضها بلفظه