الزيادات على طريقة انظر و look and say- أي انهم يقرأون بدون « وقل» - ان يتنبهوا لكل حرف من حروف الكلمة بل يرون لها صورة مجملة ، كما ان من ينظر الى اخيه لا يدقق نظره في شكل عينيه وحاجبيه وتقاطيع وجهه ، بل يرى له صورة مجملة تنطبق على الصورة الكلية التي في ذهنه ولسنا نشكر عليهم ان القارى الحاذق في كل تغة يقرأ الكلمات ولا يتهجى الحروف ، فقد تكون الكلمة مغلوطاً فيها بزيادة او نقصان فيقرأها على الوجه الصحيح بدون ان يتنبه إلى ما فيها من الغلط . وهذا ما من غرائب النظر فقد يصور لك الاشياء بغير صورتها ، يربك الصحيح خطاً والخطأ صحيحاً والصغير كبيراً والكبير صغيراً ، وهذا اكثر ما يقع من الاغلاط المطبعية. ولا نشكر عليهم ايضاً ان الكاتب في كل لغة ، يكتب الكلمات كما اعتادت يده كتابتها لا كما يتهجاها . قد تسأل الانكليزى كيف تتهجى الكلمة الفلانية فلا يعرف الا اذا اخذ قلها وكتبها بسرعة واذا تمهل في الكتابة فقد يخطى.. ولكن ذلك كله لا ينفي ان الكتابة المضبوطة اسهل تناولا واضمن للصحة في القراءة والاملاء. فالكتابة عندهم من هذه الجهة اشبه بالكتابة الصينية التي هي كتابة اشكال ورموز يدل بها على المعاني المختلفة ، لا كتابة حروف يتركب منها لفظ الكلمات وقد حاول الاميركيون بتر هذه الاعضاء الاثرية من جـ كلماتهم ولكنهم لم يوفقوا.. ويستثنى في اللغة العربية بعض كلمات تكتب فيها بعض الحروف ولا تقرأ او تقرأ ولا تكتب ، وهي قليلة لا يعتد بها. وهناك فرق آخر وهو ان همزة الوصل عندنا محصورة في مواطن معدودة ، واما همزة الوصل عندهم فهي كل همزة وقعت في درج الكلام
صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/49
المظهر