انتقل إلى المحتوى

صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/32

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ٢٩ —

بالعلامات الأربع: وهى الهمزة والنون والتاء والياء ، اما الهمزة مأخوذة من انا واما القون فمن نحن، واما التاء فمن انت او الهاء من هي بعد ان قلبنت تله ، واما الياء فماخوذة من الهاء في هو بعد أن مرت على ادوار مختلفه مجهوله ... ولما وقع الاشتراك بين عدة اشخاص في الباء لانه يشترك فيها اربعة اشخاص ، و في التاء لانه يشترك فيها ثمانية ، لم يكن بد من مميز آخر لئلا يقع الالتباس ، فوضعوا هذه المميزات في آخره ؟ في عملوا للمثنى الفاً ونوتاً، ولجمع المذكر العاقل واو أونوناً ؛ ولجمع المؤنث نوناً؛ والمخاطبة يا ونوناً ؛ وكلها ماخوذة من اصول قديمة الضمائر المنفصلة لاتزال محفوظة في اللغتين العبرية والسريانية .

عرفنا ان علامة الفاعل تستعمل لغرضين للفاعل والزمان ؟ والمقصود من بيان الفاعل معرفة جنسه وشخصه وعدده ؛ فاذا كان المضارع بعلامة واحدة مثل اذهب ونذهب ويذهب وتذهب ، فكل علامة تدل على اربعة اشياء : الزمان ، وجنس الفاعل ، وعدده ، وشخصه ، مثل الياء في يذهب والتاء في تذهب ، فاليا، تدل على ان الزمان حاضر ، وان الفاعل مذكر : وانه مفرد ، وانه غائب .. والتاء في انت تذهب تدل على أن الزمان حاضر ، وان الفاعل مذكر، وانه مفرد ، وأنه مخاطب : الا الهمزة والنون فانهما تدلان على أن الزمان حاضر ، وعلى عدد الفاعل وشخصه ؛ ولا تدلان على جنسه لانها تستعملان للمذكر والمؤنث على السواء ... واذا كان المزارع إعلاميين في أوله وآخره ما ينقص في الأولى تكمله الثانية وعليه قالياء في هو يذهب وهما يذهبان وهن يذهبن ليست متساوية في الدلالة فاليا، في يذهب تدل على اربعة اشياء : على الزمان وجنس الفاعل