- الصيغة -
صيغة الفعل مأخوذة من المصدر، ومعنى ذلك ان العرب كانوا يصرفون المصدر مع الضمائر ، ولا تزال آثار ذلك في اللغة إلى اليوم اذ لا نزال نستعمل المصدر أمراً فنقول صبراً مهلا رفقاً . ولم يكن في الأصل فرق بين صور المصدر وصيغ الفعل ، ولا تزال بعض الافعال تشبه المصدر مثل طلب والطلب من الصحيح وجر والجز من المضاعف .. وكانت صور المصدر حر قليلة على عد صيغ الفعل فكان المصدر من الصحيح يجي، على وزن طرق بأسكان الاول والآخر، لان اول ما وضع من اسماء الاحداث كان البعض منه محكياً عن الاصوات المسموعة من الحيوان او الجماد ، فاذا حاكينا الأصوات الخارجية في ذي ثلاثة احرف جئنا به ساكن الاول والاخر. ولا يزال المصدر في السريانية كذلك على حكايته الأصلية ، ثم حركنا الحرف الأول فيه في الماضى تفادياً من خشيبة اللفظ وتعسر الابتداء بالساكن كما قال جبر ضومط في كتابه « خواطر في اللغة». وكانت كته الفتح لان الفتح اخف الحركات ، ورددناه إلى السكون في المضارع على ما كان عليه في الاصل لانتفاء الابتداء بالساكن لوقوع حرف المضارعة قبله .. وكان المصدر من الناقص على وزن رمي ، وأصل حكايته باب حكاية الصحيح اي الاصل فيه ان يكون ساكن الاول كما هو في اللغة السريانية ، وكان المصدر من المضاعف على وزن جر ، وهو اما ان تقصد به حكاية الصوت نحو فحت الأفعى وأن المريض وخر الماء وشق الثوب وجر الحبل ومص الشراب وشم الطيب ، واما ان تراعى فيه حكاية الحركة مثل هب النائم وحل العقدة وشبت النار ، او حكاية صفة الشيء بما توهم في مقاطع الحروف من الصفات وما في اقترانها من الهيئات نحورث من