انتقل إلى المحتوى

صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/110

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ١٠٧ —

حسن قال: عندي قرى كل نازل ورضا كل ساخط وخطبة من لدن تطلع الشمس الى ان تغرب آمر فيها بالتواصل وانهى عن التقاطع . فقيل لأبي يعقوب الجرمي : هلا اكتفى بقوله . آمر فيها بالتواصل عن قوله وانهى عن التقاطع فقال : او ما علمت ان الكناية والتعريض لا تعمل عمل الاطناب والتبكشف. الاترى ان الله تعالى اذا خاطب العرب والأحزاب أخرج الكلام مخرج الاشارة والوحي واذا خاطب بني اسرائيل او حكى عنهم جعل الكلام مبسوطاً وقلما تجد قصة لبني إسرائيل في القرآن الا مطولة منشوحة ومكررة في مواضع معادة لبعد فهمهم وتأخر معرفتهم بخلاف الكلام المشبع الشافي فانه سالم من الالتباس اتساوي الخاص والعام في فهمه » قال : وذهبت فرقة الى ترجيح مساواة اللفظ المعنى واحتجوا لذلك بأن منزع الفضيلة من الوسط دون الاطراف وانما الحسن انما يوجد في الشيء المعتدل ، قال : قال في مواد البيان » والذي يوجبه النظر الصحيح أن الانجاز والاطناب والمساواة صفات موجودة في الكلام ولكل منها موضع لا يخلفه فيه رديفه اذا وضع فيه انتظم في سلك البلاغة ودل على فضل الواضع واذا وضع غيره دل على نقص الواضع وجهله برسوم الصناعة .

ومنه يستنتج ان منشوراً طبعت منة الوف والوف من النسخ ليوزع على ملايين من الامة العربية في المدر والوبر لو جاء يكتبه الانسان كما يكتب رسالة الى رجل من طبقة عبد القادر الجرجاني ويجتهد في ايداع اوسع المعاني اقصر الألفاظ لكان ذلك من باب وضع الشيء في غير موضعه ولدل على نقص الواضع وجهله برسوم الصناعة ثم قال في صبح الاعشي : « فاما الكلام الموجز فأنه يصلح المخاطبة