انتقل إلى المحتوى

صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/109

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ١٠٦ —

انني أريد ان از محضرة الكاتب صاحب مقالة التطور في اللغة عن ان يكون مقصده الانتقاد لأجل الانتقاد ، ولاثبات فضله وأظهار طوله على غيره . ولكنني من جهة أخرى اعجب من كون اديب بارع مثله متصد للفتيا في اللغة تصدي حضرته يذهب عنه ما يليق بكل اديب ان يطلع عليه:

قال في تصبح الأعشى في باب الاطناب : وهو الاشباع في القول وترديد الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد ، وقد وقع منه الكثير في الكتاب العزيز مثل قوله تعالى " كلاسوف تعلمون ثم كلاسوف تعامون » وقوله عز وجل « فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ، كرر اللفظ في الموضعين تأكيداً للأمر وأعلاماً انه كذلك لا محالة ) تأمل ) الى ان يقول : وقد وقع التكرار للتأكيد في كلام العرب كثير أكما في قول الشاعر اتاك تاك اللاحقون . .. . ثم ذكر ماقيل في المساواة والايجاز والاطناب والتفاضل بينها فقال وذهب قوم إلى أن الاطناب ارجيج واحتجوا لذلك بأن المنطق انما هو بیان و البيان لا يحصل الا بايضاح العبارة وايضاح العبارة لا يتهيأ الا بمرادفة الالفاظ على المعنى حتى تحيط به احاطة يؤمن معها من النيس و الابهام ، وان الكلام الوجيز لا يؤمن وقوع الاشكال فيه ، ومن تم لم يحصل على معانيه الاخواص أهل اللغة العارفين بدلالات الألفاظ : اليتذكر القارى ان منشور الوفد السوري لم يكن موجها الى خواص أ اهل اللغة فقط بل العوام من قرائه اكثر من الخواص ( بخلاف الكلام المشبع الشافي فانه سالم من الالتباس لتساوي الخاص والعام في جهته. ويؤيد ذلك ما حكي انه قيل لقيس بن خارجة ماعندك في جمالات ذات