السبب في ذلك التطور هو متابعة القاعدة واعتقاد تنكب الخطأ . على ان الخطب يسير فان فعلاً بفتح الفاء اذا كان من الاجوف كثيراً ما يجمع على افعال وله امثال لا تحصى.
وكذلك بدهي وطبعي ، اخذ المصريون يستعملونها ذهابا الى ان بديهي وطبيعي هو غلط في النسبة « مع ان السوريين يرونه غلطاً مشهوراً هو اولى من الصواب المهجور، ويرون له في ولكن سليقي اقول فاعرب» شاهداً مؤنساً. فالمدول عن اميال الى ميول وعن طبيعي الى طبعي كان في اعتقاد من فعله مجرد اتباع للقاعدة لا مجرد عدول عن اصطلاح الى آخر اذ كلاهما صحيح. ثم وصل الكاتب إلى قوله هذا في اللغة واما في الاساليب فهناك مذهبان مذهب قديم ومذهب جديد واني احاول هنا ان اشير الى الفرق بين المذهبين على قدر ما تعين عليه البصيرة الضعيفة مما اولع به اصحاب المذهب القديم الى يومنا هذا تكرار الكلام في غير مواطن التكرار ( اعترافى منه هنا بان للتكرار مواطن ) والاسراف في استعمال المترادفات على غير حاجة اليها ولا فائدة منها . فهم لا يأتون بكلمة الا اتبعوها بمرادفاتها فاذا قالوا تمادى الرجل في ضلاله قالوا ولج في غوايته وعمه في طغيانه ومضى على غلوائه، واذا قالوا احزنني هذا الأمر قالوا وشجاني وارمضني واقلقني واقض مضجعي. الى ان يقول بل استاذن القارى الكريم في تقديم مثل على ذلك من رسالة امامي لكاتب كبير قال : يا اخواننا ان الصارخة القومية والنعرة الجنسية قد بدأت مع الأقوام ونشأت الأمم مذ الكيان ومنذ وجد الاجتماع البشري وتساكن الانسان مع الانسان، وقال وومهما انتبذ لنفسه مكاناً منزوياً وتنحى جانباً معتزلاً ؟؟ و قال ومهما ترامت به عن منبته الاقطار وتباينت بينه وبين اهله الاوطان ميع