المصري ويسد من المنسوجات القطنية ثلث حاجة القطر المصري بأجمعه فيكون قد وفر على المملكة المصرية ثلاثة ملايين جنيه سنوياً كانت من قبل تخرج من جيوب المصريين لتدخل في جيوب الأوروبيين انشأته وهناك من توابع بنك مصر شركة مصر لنسج الحرير وشركة مصر للتمثيل والسينما وكل هذه نالت معروضاتها الجوائز الكبرى في المعرض الدولي الباريزي سنة ۱۹٣٧ ثم شركة مصر لمصايد الاسماك وشركة مطبعة مصر وشركة مصر للطيران وشركة مصر للسياحة وناهيك بشركة مصر للملاحة البحرية وما من المنشآت الجواري كالاعلام مثل زمزم والكوثر والنيل وغيرها مما كاد يكون كالاحلام فصار الحجاج يبلغون الحجاز على بواخر يرون بها أنفسهم في مثل قصور الملوك فرادة ورفاهة وراحة ونعيماً ومقاماً كريماً ، وصار سياح مصر الكثيرون الى اوروبا في فصل الصيف يركبون تحت العلم المصري الشريف بواخر لو قرنت ببواخر الامم الاوروبية لحلت بينها في الصف الأول هذا بعد أن قضينا كل الدهر نسير ونسري في البواخر الاجنبية ونؤدي اليها أموالنا بلا سبب سوى قصور هممنا عن انشاء بواخر خاصة بأوطاننا بها ركوبنا وعليها نقل بضائعنا وليس هنا محل تفصيل مشروعات طلعت باشا حرب باعث النهضة الاقتصادية في الشرق لنخوض في هذا العباب ولا مقصدنا تمجيده والاشادة بمآثره ولو بالحقيقة ، وإنما كان ايرادنا هذه القصة على سبيل المثال لما كان عليه المسلمون من الجين في المواطن الاقتصادية إلى أن هب هذا الرجل مدير بنك مصر فأيقظهم من سباتهم وأعلمهم أنهم رجال كما الاوروبيون رجال وانهم إذا شحذوا غرار عزائمهم وأعملوا أسنة قرائحهم قدروا على ما يقدر عليه الأجانب من الأعمال الاقتصادية الكبيرة . وها نحن اولاء الآن ترى العاملين في بنك مصر وفي الشركات المضافة اليه ثلاثين الف مستخدم وعامل كلهم مصريون إلا النادر الأندر ، وهكذا بدأ المسلمون يقتحمون معارك الحياة الاقتصادية في كل فن من فنونها وتولدت
10.