انتقل إلى المحتوى

صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/145

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

لو كنا معارضين لانشائها لعارضنا ذلك من أول دخولها في أرض الحجاز، والحال اننا كنا مساعدين للحكومة على هذا المشروع بكل قوانا ، فسألتهم التوقيع على عريضة للدولة يطلبون فيها تمديد هذا الخط من المدينة الى مكة، فوقع عليها جم من أولئك المشايخ ، ولم تكن الدولة عهدت إلى بهذه المهمة وإنما قمت بها خدمة للوطن وللملة ولولا طروء الحرب العامة بعد ذلك بقليل لمكان بوشر بعد الخط الحديدي من المدينة الى مكة. فلما انتهت الحرب العامة واحتلت انكلترة فلسطين وفرنسا سوريا كان أول ما توجهت اليه همم الانكليز والفرنسيس هو تعطيل هذا الخط الحديدي الذي يربط القطر الشامي بجزيرة العرب ويقرب صلات المسلمين بعضهم ببعض . وكم احتج المسلمون على تعطيل هاتين الدولتين هذا الخط الحيوي للشام والحجاز وكم أبدوا وأعادوا في ان هذه السكة الحديدية الحجازية كانت تركيا قد جعلتها من جملة أوقاف المسلمين فلا يحق لدولة أجنبية ان تعبث بأوقافهم فلم يكن ذلك ليقنع تينك الدولتين بالاعتدال ورفع الاعتداء ولا تزال هذه المؤامرة الفظيعة على هذا الحق المقدس من حقوق المسلمين نافذة الى يوم الناس هذا . فإذا قام شخص مثلنا يذكرهم بهذا الاعتداء القبيح ضاقت صدورهم بــه ودس" عليه الانكليز في السر وطعن عليه الفرنسيس في الجهر ونعتوه و بعدو فرنسا ، وما أشبه ذلك والحال اننا إنما نريد صلاح احوال بلادنا ولا نضمر لأحد سوءاً. والشاهد الذي نقصده هنا هو ما سبق انشاء سكة الحجاز من تشاؤم كثير من المسلمين واستهزائهم واستنكارهم وتأكيد انه خط محال انشاؤه ومشروع يكون من قلة العقل تعليق الأمل به . وهذا مثال وهذا مثال من أمثلة كثيرة لا يمكن استقصاؤها من كثرتها فقلما تدخل بلداً من بلدان الاسلام ولا يوردون لك من هذه الأمثال

١٤٧

١٤٧