انتقل إلى المحتوى

صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/135

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

مختلفاً أَلوانها ، وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدُ بِيضُ وَحُمْرُ مُختلِفٌ أَلْوَانهَا وَغَرَابِيبُ سُوْدٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابٌ وَالْأَنْعَام مختلف أَلْوَانُهُ كَذَلكَ ، إِنما يَخشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء (1) أي العلماء بما ذكر في الآية من الماء والنبات والجبال وسائر المواليد المختلفة الألوان وما فيها من أسرار الخلق لا العلماء بالصلاة والصيام والقيام . وقد كنا ظننا هذا الرجل على شيء من حب الحقيقة ، فلما أنكر المدنية الاسلامية رددنا عليه في المنار وجادلناه بالتي هي أحسن ، وعظمنا من قــدر المدنية المسيحية ، ووقرنا منها ورددنا على القائلين من الأوروبيين بأن النصرانية کانت وقفاً لسير المدنية وسبباً لسقوط اليونان والرومان إلى غير ذلك . فكان من سيكار هذا ان نشر سلسلة مقالات تتضمن من الطعن على الاسلام ما لو جئنا نرده لم نستغن عن إيراد شبه واعتراضات تتعلق بالدين المسيحي مما نأبى ان نتعرض له لأنه ليس من العدل ولا من الكياسة ولا من حسن الذوق ان فغيظ إخواننا المسيحيين من أجل رجل اسمه سيكار او غيره من هذه الطبقة من الدعاة والمبشرين ، هذا رائداً الى ما رأيناه في كلامه من الخلط والخبط والمغالطة التي من قبيل قوله : إن العلم المقصود في القرآن ليس هو العلم المعروف عند الناس بمفهومه المطلق، وإنما هو العلم الديني فقط لأن القرآن لا يهمه شيء من علوم الدنيا ! فمكابر كهذا لا يستحق الجواب. ثم علمنا ان المسيو سيكار هذا هو من مستخدمي فرنسة في الرباط بادارة الأمور الاسلامية وأنه هو والمسيو لويس برينو مدير التعليم الاسلامي هناك - (۱) فاطر : الايتان ۲۷ و ۲۸

۱۳۷

١٣٧