انتقل إلى المحتوى

صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/117

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

مدنية الاسلام أما زعم من زعم ان الاسلام لم يتمكن من تأسيس مدنية خاصة والاستدلال على ذلك بحالته الحاضرة ، فهو خرافة يموه بها بعض أعداء الاسلام من الخارج ، وبعض جاحديه من الداخل ، أما القسم الأول فلأجل ان يصبغوا المسلمين بالصبغة الأوروبية ، وأما القسم الثاني فلأجل أن يزرعوا في العالم الاسلامي بذور الالحاد، ونحن لا تفكر تأثير الدين في المدنية ولكننا لا نسلم بأنه يصح ان يكون لها ميزاناً ، وذلك لأنه كثيراً ما يضعف تأثير الدين في الأمم فتفلت من قيوده وتفسد اخلاقها وتنهار أوضاعها ، فيكون فساد الأخلاق هو علة السقوط ، ولا يكون الدين هو المسؤول ، وكثيراً ما تطرأ عوامل خارجية غير منتظرة فتتغلب على ما أثلته الشرائع من حضارة و تزلزل أركانها ، وقد تهدمها من بوانيها ، ولا يكون القصور من الشريعة نفسها ، فتأخر المسلمين في القرون الأخيرة لم يكن من الشريعة؛ بل من الجهل بالشريعة ، أو كان من عدم إجراء أحكامها كما ينبغي . ولما كانت الشريعة جارية على حقها كان الاسلام عظيماً عزيزاً . وأي عظمة أعظم مما كان الإسلام في أيام عمر بن الخطاب مثلاً ومدنية الإسلام قضية لا تقبل المماحكة إذ ليس من أمة في أوروبة سواء الالمان أو الفرنسيس أو الانكليز أو الطليان الخ. إلا وعندهم تأليف لا تحصى

١١٩

١١٩