فقال محرّق : ما اخواه . قال : طرفا للجيل . فقال : ومحلوفه لاجلّلن مواسـلا الريط مصبوغات بالزيت ثم لاشعلنّه بالنّار . فقال رجل من الناس : جهـل مرتق بين مداخل سبلات . فلما بلغ ذلك محرّقا قال : لا قدمن عليك قريتك ، ثم انه اتاه رجل فقال له : انك ان تقدم القرية تهلك . فانصرف ولم يقدم غزت فزارة طيئا وعليهم حصين بن حذيفة وخرجت طيء في طلب القوم . فلحق حاتم رجلا من بني بدر فطعنه ثّم مضى فقال : ان مرّ بك احد فقل له : انا اسير حاتم . فمرّ به ابو حنبل فقال : من انت . قال : انا اسير حاتم . فقال له : انه يقتلك فان زعمت لحاتم او لمن سألك اني اسرتك ثم صرت في يدي خلّيت سبيلك فلما رجعوا قال حاتم : يا ابا حنبـل خلّ سبيل اسيري . فقال ابو حنبل : انا اسرته . فقال حاتم : قد رضيت بقوله : فقال : اسرني ابو حنبل . فقال حاتم ( من الطويل ) :
وكان اذا جنّ الليل يوعز الى غلامه ان يوقد النار في يفاع من الارض لينظر اليها من أضلّه الطريق فيأوي الى منزله ويقول ( من الرجز ) :
قيل ان أحد قياصرة الروم بلغته اخبار جود حاتم فاستغربها . وكان قد بلغه ان لحاتم فرسا من كرام الخيل عزيزة عنده فأرسل اليه بعض حجابه يطلب منه الفرس هدية اليه وهو يريد ان يمتحن سماحته بذلك . فلما دخل الحاجب ديار طيّ سأل عن ابيات حاتم طيّ حتى دخل عليه فاستقبله أحسن استقبال ورحب به وهو لا يعلم انه حاجب الملك . وكانت المواشي في المرعى فلم يجد اليها سبيلا لقرى ضيفه فنحر الفرس واضرم النار، ثم دخل الى ضيفه يحادثه فاعلمه انه رسول قيصر قد حضر يستميحة الفرس فساء ذلك حاتما وقال : هـلأ اعلمتني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) ويروى : وغدوا يحيّي