وزعموا ان حاتما خرج في الشهر الحرام يطلب حاجة فلما كان بارض عنزة ناداه اسير لهم : يا أبا سفانة أكلني الاسار والقمل ، قال : ويلك والله ما انا في بلاد قومي وما معي شيء وقد اسأت بي اذ نوهت باسمي . فساوم به العنزيين فاشتراه منهم فقـال : خلّوا عنه وانا اقيم مكانه في قيد حتى أودّي فداءه . ففعلوا فأتى بفدائه . ( وحدّث الهيثم بن عدي ) عمّن حدثه عن ملحان ابن اخي ماويّة امرأة حاتم قال : قلت لماويّة يا عمة حدثيني ببعض عجائب حاتم فقالت : كل امره عجب فعن ايّه تسأل ( قال ) قلت حدثيني ما شئت . قالت : اصابت النّاس سنة فأذهبت الخف والظلف. فأتت ليلة قد اسهرنا الجوع(۲)( قالت ) فاخذ عديّا واخذت سفّانة وجعلنا نعلّلهما حتى ناما . ثم اقبل عليّ يحدثني ويعللني بالحديث كي انام فرفقت له ما به من الجهد . فامسكت عن كلامه لينام فقال لي : انت غرارا. فلم أجب فسكت فنظر في فتق الخباء فاذا شيء قد اقبل فرفع رأسه فاذا امرأة فقال : ما هذا . قالت : يا أبا سفّانة اتيتك من عند صبية جياع يتعاوون كالذئاب جوعا ، فقال : احضريني صبيانك فوالله لأشبعنّهم ( قالت ) فقمت سريعا . فقلت : بماذا يا حاتم فوالله ما نام صبيانك من الجوع الّا بالتعليل . فقال : والله لاشبعنّ صبيانك مع صبيانها - فلما جاءت قام الى فرسه فذبحها ثم قدح نارا ثم أجّجها ثم دفع اليها شفرة فقال : اشتوي وكلي ثم قال : ايقظي صبيانك . فايقظتهم ثم قال : والله ان هذا للؤم تأكلون واهل الصرم حالهم مثل حالكم. فجعل يأتي الصرم بيتا بيتا فيقول : انهضوا عليكم بالنار . ( قال ) فاجتمعوا حول تلك الفرس وتقنّع بكسائه فجلس ناحية فما اصبحوا ومن الفرس على الارض قليل ولا كثير الّا عظم وحافر . وانه لاشد جوعا منهم وما ذاقه اتی حاتم محرّقا. فقال له محرق : بايعني . فقال له : انّ لي اخوين ورائي فان يأذنا لي أبايعك والّا فلا. قال : فاذهب اليهما فان اطاعاك فأتني بهـمـا وان ابيا فآذن بجرب : فلما خرج حاتم قال ( من الكامل ) : ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) ويروي : لدي أعينهم (۲) ويروى : فبتنا ذات ليلة باشد الجوع