. وكان تأديبه المسلمين في هذه الصلة غاية في الكياسة والترفق، فقال مما قال في هذا المعنى : «اذا دخلت ليلا فلا تدخل على أهلك حتى تستحد المغيبة، وتمشط الشعثة (۱) •• الكيس، الكيس (۲)!» معاملته لزوجاته وانما نلخص ما أوجبه النبي على المسلمين عامة في معاملاتهم الزوجاتهم ، وهو دون ما أوجبه على نفسه في معاملة زوجاته بكثير فكان يشفق أن بينه غير باسم في وجوههن ، ويزورهن جميعا في الصباح والمساء ، واذا خلا بهن « كان ألين الناس ضحاکا بساما» كما قالت عائشة رضي الله عنها - ولم يجعل من هيبة النبوة سدا رادعا بينه و بين نسائه ، بل انساهن برفقه وايناسه (۳) أنهن يخاطبن رسول الله في بعض الأحايين • فكانت منهن من تقول له أمام أبيها : « تكلم ولا تقل الا حقا ۰۰۰» و من تراجعه أو تغاضبه سحابة نهارها ، و من تبلغ في الاجتراء (4) عليه ما يسمع به رجل كعمر بن الخطاب في شدته فيعجب لهم ، و يهم بأن يبطش بابنته حفصية لأنها تجتري كما يجترياء الزوجات الأخريات ، وإذا رأى النبي غضبا كهذا من جرأة كتلف كف من غضب الأب وقال له : ما لهذا دعون ناك ! وقد كان يتولى خدمة البيت معهن ، أو كما قال : « خدمتك زوجتك صدقة » و كان يستغفر الله فيما لا يملك من التسمية بين احداهن وسائرهن و هو میل قلبه : « اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك » ولما أقعده مرض الوفاة أن يزورهن كل يوم عودهن بعث اليهن فتلطف في سؤالهن : « أين أنا غدا ؟ أين أنا غدا ؟ » ۰۰۰. ليقلن عند عائشة و يأذن له في الاقامة ببيتها ، ولو انه أحل لنشه أن يقيم حيث أقام وهو مريض لما كان في ذلك من حرج والمعاملة الطيبة في الزمن الطويل خلق نادر بين الناس ، و لكنه في حالة الرضي خلق لا يشق فهمه على كثيرين ته كما >> 9 ا- الاثمعته ; المغير الراس او الجليد الشعر - حيت على الجماع ، اوم عله حال الحيض ۲- مؤامسة - التجرؤ ۹۷
صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/97
المظهر