6 6 والزبير من سير ابي بكر ، وعمر ، وخالد ، و أسامة ، وابن العاص ، وطلحة ، وسائر الصحابة الأولين • وربما عظم الرجل في مزية من المزايا ، فأحاط به الاصدقاء والمريدون من النابغين في تلك المزية ، كما أحاط الحكماء بسقراط والقادة بنابليون بل ربما أحاط الصالحون بالنبي العظيم كما أحاط الحواریون بالمسيح عليه السلام و كلهم من معدن واحد، و بيئة متقاربة .
- * *
4 كلهم تلاع بلا ريب أما عظمة العظمات فهي تلك التي تجذب (1) اليها الأصحاب النابغين من كل معدن و کل طراز (۲) ، وهي التي يتقابل في حبها رجال بينهم من التفاوت مثل ما بين أبي بكر وعلي ، و بين عمر وعثمان ، و بين خالد و محاف ، وبين أسامة وابن العاص : عظیم، و كلهم مع ذلك مخالف في وصف العظمة لسواه المنظمة التي اتسعت آفاقها وتعددت نواحيها ، حتی أصبحت فيها ناحية مقابلة لكل خلق ، و أصبح فيها قطب (۳) جاذب لكل معدن ، وأصبحت تجمع اليها البأس (4) و الحلم ، والحيلة والصراحة، والألمعية (5) و الاجتهاد وحنكة (6) السن وحمية الشباب تلك عظمة المنظمات ، ومعجزة الاعجاز في باب الصداقات . وما استحقها محمد الا بنفس غنيت بالحبه ، وخلصت وحتی أعطت كل محب لها كفاء ما يعطيها : مودة بمودة وصفاء بصفاء ، و عليها المزيد من فضل التفاوت في الأقدار ولقد كان صاحب الفضل على أصفيائه جميعا بما هداهم اليا من نور العقل ونور البصيرة ، وهما أشرف من نور البصر لأنه نعمة يشترك فيها الانسان والعجماوات ، و نور العقل ونور البصيرة نعمتان يختص بهما الانسان، و مع هذا كان ينكر فضلهم ويشيد بذكرهم كما قال عن أبي بكر « ما أحده أعظم عندي يدا۔۔ من أبي بكر : واساني بنفسه وماله وأنكحني ابنته ، و كما قال عن أبي بكر وعمر : «ابو بکر و عمر مني بمنزلة السمع والبصره وكما قال عن علي : «علي أخي في الدنيا والآخرة، و كما قال عن 6 9
أ- تشد ؟ - هيئة وشكل ۲ - قطب الرمی : مديدة في الطبق الأسفل من الرحيين يدور عليها الطبق الأعلى 4 - الشدة ه- الالمعي : الذكي المتوقد ۶ - حنكة السن : الرجل اهكمته التجارب و ۸۹