سر تقدم الانكليز السكسونيين في اليوم ( وليس في هذا افراط كما ترى ) يلقى فيهما ناظر المدرسة ومعلموها دروسا في علم الزراعة وعلم طبقات الارض والمعادن والنباتات وفن الغابات والمساحة والعمارة والطب البيطرى وغير ذلك . ثم يتلى عليهم من الكتب الواردة من حكومات المستعمرات ما تهم معرفته ويجد المطالع في آخر الكراسة خمسا وعشرين صورة تمثل مبانى المدرسة والطلبة يشتغلون فيها بالاعمال التي سردناها . وانى لآسف على عدم تمكنى من نقلها في هذا الكتاب لان صورة أولئك الطلبة وهم يعملون بتلك المدرسة تلقى في النفس شعورا بأنهم من أمة ذات همة و اقدام ميالة الى العمل الحقيقى قد تعودت احتمال المتاعب فلا تخشى العناء . فهي تعمل بجد في عمل جـد لا يعتمد الانسان فيه الا على نفسه بعد الله ومما يزيد الفائدة من مشاهدة أولئك الشبان انهم ليسوا من الفقراء الذين قد لفظتهم الايام فالتجأوا الى الهجرة بدافع الفقر ، ولكنهم كما جاء في الرسالة نفسها أبناء عائلات غنيـة أو تقرب من الغنى أعنى من أواسط الناس الذين يريد امبراطور المانيا ادخال الاصلاح بينهم . على ان أجرة التعليم في تلك المدرسة كافية في اثبات ذلك لانها ألفان ومائتان وخمسون فرنك في السنة الى أن يبلغ الطالب سبع عشرة سنة . وألفان وسبعمائة فرنك الى عشرين سنة . وثلاثة آلاف ومائة وخمسوز فرنك الى ما زاد عن ذلك . وقد كان في قدرة أولئك الشبان أن يطلبوا الرزق في بلدهم بلا تعب ولا عناء غير انهم لم يرضوا لانفسهم مثل هذا العيش بل فضلوا عليه ما يقتضى الكد واستعدوا الى مغالبة الصعاب فطو حوا بأنفسهم في المستعمرات ونزحوا الى Vo
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/83
المظهر