حياته بعد ان كانت مصدر الثروة وموضع الراحة والامل ومظهر الابهة والفخار وعنوان الشرف والاعتبار
ولما قفل باب التوظف خصوصاً في وجه العطلة والذين اضاعوا وقتهم في اللهو واللعب ظن الناس كلهم ان ابواب الرزق كلها اقفلت في وجوههم و ظهرت في الوجود نشأة جديدة نراها في الغدو والرواح مجتمعة في القهاوى ومنتشرة في الطرقات وهي اعلى الناس بطرق التخريب واسرعهم الى الانصباب على تمزيق تروتهم وتبديد ما جمع الآباء . وأصبحت الشبيبة اقل استعداداً الى العمل الذي يعود على الامة بالخير وينهض بها الى التقدم والترقى هكذا انصرفنا عن مصالحنا وأضعنا الوقت فيما لا يفيد حتى احدقت بنا المصائب وضاقت علينا ارضنا
مصائبنا جهل بما احتجنا اليه وإهمال لما يعول في حياة الأمم عليه وتمسك باهداب أحلام قد اشرقت عليها شمس الحقيقة فبددت غياهبها إلامن عقولنا وبرهنت على بطلانها إلا في خيالنا فكان من وراء اصرارنا على التعلق بهذا الخيال ان تربع الاجنبي بين ربوعنا وانفرد بمصالح دارنا وصرنا نتردد عليه لنخدمه وهو يتردد في قبولنا لكثرة ما اهملنا انفسنا وقلة مااهتممنا بصوالحنا وطول غيبة الصواب عنا . بذلك ازددنا ضعفاً على ضعف فاصبحت شؤنا في ايد غير ايدينا وذهبت اموالنا الى غير اهلينا ممن لا يشفق علينا ولا لوم عليه لانه استفادها بجده من خمولنا وأكتسبها بكده مما اضعفنا واستخدمنا في منافعه جزاء ما اهملنا منا فعنا . ولأنه رجل ثقفته العلوم وهذبته التربية الصحيحة فاتمت فيه