٣٤٦ نهوض الهيئة الاجتماعية الانبات وقالوا « ليس من ارض غير صالحة وما الفساد الا فى البذور وظاهر انه لم يبق بين هذا القول وبين اهمال النظر في طبيعة الارض التي يراد الغرس فيها الا مرحلة قصيرة وقد اجتازوها باسهل ما يكون فانتقلوا من قضية الى قضية حتى قالوا ما نصه بالحرف الواحد « ليس محل البحث معرفة ما اذا كان الزمن الحاضر اردأ من الزمن الماضى لانه ليس فى استطاعة احد أن يحقق شيئا فى هذا الباب فمن العبث ان يسأل عنه » ومعناه أن من العبث البحث عن طبيعة الارض المراد غرسها . ادعوا هذا بغير دليل وملأ وا اليدين من بذور الاخلاق ثم بذروها في كل صوب ومع كل ريح تهب وعجبوا بعد ذلك من تخلف نبتها أو أنهم اخفوا عجبهم بما ذهبوا اليه من انتظار النبت يوما لا يعرفون له وقتا فقالوا » ان المقصد خطير والعمل جليل فلا يطمعن أحد منا فى ان يدرك بوادر تحققه غير ان هذا لا يغير من واجبنا لأن النجاح ليس من أعمالنا ( راجع كتاب عقلنا صحيفة ٢٦ ) أجل انما النجاح هو الذى من عملنا وهو كل العمل بل لا عمل لنا الا هو . ومن المستغربات أيها الناس ان تدعوا القيام بذاك المقصد الامجد الرفيع الشأن وهو النهوض بالامم من حضيضها من حيث الاخلاق والاحوال الاجتماعية ثم أنتم تدعون مع هذا ان النجاح أى نهوض الامم ليس من عملكم انكم اذن قوم تحبون الفنون لذاتها ومكارم الاخلاق . لمكار الاخلاق ما عدم نجاح أصحاب المؤثر الادبى وحده ممن خلوا من قبلكم الا مسبب عن ذلك الاعتقاد الفاسد بانه لا تأثير لطبيعة الارض التي تلقى
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/354
المظهر