سر تقدم الانكليز السكسونيين ٣٤٥ منه أنهم بعد ذلك يقولون وهم مطمئنون هادئون بوجوب « الابتداء في العمل من جديد ويؤملون النجاح حيث لم تنجح الكنائس والمعابد على اختلاف مذاهبها مع ما كان لها من قوة السلطان ونفوذ الكلمة وعلو الشأن كانهم لم يعرفوا ان عدم نجاح تلك المساعى مع ما سوعدت به من الاعمال والاخلاص والتجرد عن الذات وفعل الخيرات وتضحية النفوس والارواح وحب الجار دليل على انه لاشئ ينفع ولا مريد ينجح ان دام يسلك من ذاك الطريق . وكل عالم خابت تجربته لا يغيب عنه هذا الخاطر البديهي البسيط ولكنهم لم يعرفوا حتى الآن ان المؤثر الادبي لتحقيق سعادة الامم ودوام نعيمها وتحصيل مجدها الاجتماعى وانه لا يكفى ينقصه شيء أخر فقدانه هو السبب في تخلف الغرض المراد فلنبحث حينئذ عن ذلك الشيء الذي يعوزنا وليسمح لى القراء أن أضرب في البيان مثلا استعيره من الانجيل وأظن بهذا التشبيه لا أغضب أصحاب المؤثر الادبي يمكن تشبيه المؤثر الادبى ببذرة تنبت ان غرست في أرض صالحة ولا تنبت ان خبث مغرسها . وعليه فلجودة الارض وفسادها تأثير عظيم. ولست بهذا أقول قولا جديداً وانما هو قول متفق عليه اجماعا بالتقريب وقد قرره الوعاظ وعلماء الاخلاق والمتكلمون من كل مذهب ودين الف الف مرة من يوم ان ظهر الانجيل وصار من العاديات لصحته و بداهته غير أنهم لسوء الحظ أقاموا بجانب هذه الحقيقة خطأ البسها من الظلام ثوبا فاخفاها اذ حسبوا أن جودة البذرة تولد جودة الارض وتقتضى -11-
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/353
المظهر