٣١٤ أحسن الحالات لتحصيل السعادة الاحيان من في الواقع ونفس الامر تقديراً صحيحا . واذا فعلنا ذلك وجدناه أبتر من جهات كثيرة حتى ان صاحبه لا يتمكن بواسطته في بعض التغلب على الصعوبات المادية التى تعرض له وان خيل لبعضهم ان ذلك من المستغربات . ألا ترى أن الذين يميلون في معيشتهم الى اللذات والزخارف يصرفون في غالب الاحوال أكثر مما يكسبون وينتهي بهم الامر الى تعود الصرف من غير حساب والى فقدان التعود على العمل فيختل التعادل عندهم وفى ذلك الجب العميق انهالت ثروة كبار الاغنياء في كل زمان . كم من عائلة كانت ذات بسطة كبيرة من اليسار فأصبح أبناؤها بالسين . فان دام الحال لأبنائهم افتقر الدور الثاني أو الثالث ويمسون غير قادرين على اصلاح حالهم المادى فضلا عن الادبى لان من فقد عادة العمل والكد يصعب عليه استرجاعها . كذا حال الشرفاء منا وكذا شأن الموسرين من الاواسط وهى سنة أبدية . والخلاصة ان فراغ اليد أدعى الى تحسين حال الانسان ماديا وأدبياً من الثروة لأنه أدعى الى العمل والاجتهاد بقى علينا الدين وقد اعتبره بعضهم كافيا في تحصيل السعادة ولا شبهة في أن الدين يساعد كثيراً على اجتياز متاعب الحياة النفسية غير أنه ان لم يصادف في نفس صاحبه قدرة على العمل واستعداداً للكد كان تأثيره قاصراً على التوكل والاستسلام الى حكم القضاء والاستسلام لامر اذعان من المستسلم بأنه متعب شاق . وهذا هو الاعتقاد الذي يحدثه الدين في النفوس من جهة الحياة فى مثل تلك الاحوال . فيرى صاحبنا أنها دار عناء وبكاء ويميل الى الاعتقاد بأن السعادة ليست من هذه الحياة الدنيا. والواقع
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/322
المظهر