سر تقدم الانكليز السكسونيين ٣٠٣ والخلاصة ان المرء ميال الى استخدام غيره اكثر من ميله الى خدمته وان صاح موسيو بورجوا بما يخالف ما ذكر واليك دليلين قريبي العهد منا أخذناهما من طريقة الاستعمار عندنا الأول ننقله عن أستاذ الفلسفة موسيو « لابي » من رسالة نشرها في مجلة الفلسفة العقلية يصف فيها معاملة الأوروباويين للاهالي في مستعمراتنا قال « لقد نشر الاستبداد جناحيه في كل ناحية وشملت الأثرة جميع الناس باشد حالاتها وصرنا نشاهد ان حكم الشرفاء يحيى من جديد في المستعمرات حيث الاوروبى هو السيد الامير والوطنى هو الخادم الحقير حيث الامير هو الذى يقضى بين اتباعه بمعنى انه يصادرهم في ماشيتهم ان جاءت لترعى في أراضيه أو يقدر الغرامة التي تجب عليهم وقد حذا الخدام حذو المخدومين فما وجد خادم أوروبى بين خدام وطنيين الا رأيته ألقى ما في يده من آلات العمل وجعل يصدر الاوامر للآخرين ثم الجندى يوحى الى المدنى طريقة الاستبداد وبالجملة فان عيشة المستعمرات لا تلائم الفضيلة ولا تدعو الى مكارم الاخلاق » والدليل الثاني نأخذه عن موسيو « لانسان » وهو من الطبيعيين خلافا لموسيو « لابي » وكان حاكما فى « التونكين » وقضى في المستعمرات زمنا طويلا وله كتاب سماه « مبادئ الاستعمار » تكلم فيه عن علاقات الأوروباويين بالوطنيين ومما جاء فيه قوله « أعظم رجل متمدن يصير في المستعمرات كالطفل في معاملة العجماوات فهو يعامل الوطنيين كانهم آلات خلقت للآلام . يبعث بدينهم ولا يحترم عائلاتهم ولا يوفر ما اعتادوا على توقيره في
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/311
المظهر