۲۷۸ الوطنية في رأى الانكليز السكسونيين وحينئذ تراهم يثيرون الحروب ليزدادوا بسطة في الملك لا ليثبتوا أملاكهم وليمدوا حدود ممالكهم العظيمة التى يفرح بها المؤرخون وتحزن لها الامم أوائك هم أكابر القياصرة وعظماء الاملاك والا كاسرة الذين غصت باسمائهم صفحات التاريخ واتخذهم المؤرخون بيانا لمراحل الاجيال على ان هذه الدول العظيمة لا توافق طبيعة الاجتماع لما يلازمها من ارتكاب أكبر الفظائع في الحياة العمومية وجلب أعظم المصائب والرزايا في الحياة الخصوصية ولذلك فبقاؤها محدود و دوامها محال تراها تخر مهشمة عقب موت شجاعها وكثيرا ما يدركها الدمار فى حياته . هنالك تهب نار الحروب ثانية بين الخلفاء وتستمر من جيل الى جيل وفي الغالب يكون انتشاب تلك الحروب رغم أنف الامم لاحتياجها الى السلم كي تتفرغ الى السعى وراء رزقها والحرب تعطل الاعمال غير ان صوت الامة ضعيف في مثل هاتيك الدول فان من شأنها الضغط على حرية الافراد فيما عساه يأتى من عندياتهم بما استلزمه نظامها من جمع السلطة كلها في يد قوم معدودين . أما العامة التي تزاول الاعمال النافعة وتسكب على الاشغال التي تأتي بالثمرة وتمكنها من اداء الضرائب والخراج فانها مطروحة وراء السلطة العمومية التي انتهبت منها رويداً رويدا قدرتها على الاعمال العامة وأضعفت فيها بواعث الاجتهاد ومصادر الانتاج وجعلتها لا تعرف من أمورها الا الطاعة والانقياد فهى تخضع الى الحكومة والموظفين كما تخضع لاهل السياسة أو المشتغلين بالسياسة وما علمنا ان الامة أبدت حراكا أمام رغائب فيليب الثاني ولا تحت حكم لويز الرابع عشر أو حكومة الثروة أو نابليون الأول
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/286
المظهر