٢٦٢ الانكليز أبعد الام عن مذهب الاشتراكيين ان الامم الاستقلالية هي التي أصبح فيها عاملا العمل وهما السيد والفاعل في احسن الاحوال الموافقة لفض جميع المنازعات التي تحدث بسبب اتساع النطاق في المعامل الصناعية . ولا حاجة بي أن أرهن على ان النشأة الاستقلالية تنمى بذاتها فى الرؤساء الهمة والاقدام وتعودهم على الاعتماد على أنفسهم وتربى فيهم ملكة استنباط المشروعات أكثر من النشأة الاتكالية بدليل الفرق بين أمم الغرب وبين أمم الشرق . ولا مشاحة في ان هذه الصفات المتعدة لازمة للنجاح فى ادارة العمل بالنظر الى الظروف والاحوال الجديدة الدقيقة التي طرأت على الصناعة بعد اكتشاف مناجم الفحم انه لامراء فى ان مثال الرئيس الكبير ذى الكفاءة التامة والاقدام قد نما وتقدم فى الامة الانكليزية السكسونية أكثر مما عليه أهل الامم الاتكالية التي تميل الى الاتكال وهذا التقدم هو الذي جعل لتلك الامة أفضلية كما يخشاها الجميع في الصناعة قالوا ( وما الذي يفيد هذا فى تحسين حال العامل وهو المقصود أولا وبالذات ) والجواب على ذلك بسيط فاول شرط في اطمئنان الفعلة على وجود ما يعملون فيه باكبر ما يمكن من الفائدة لهم أن يكون الرؤساء ذوى أهلية كافية لانجاح صناعتهم ولا شك فى ان النظام الذي يربى في الرؤساء ذلك الاستعداد يكون مناسبا لتحسين حال العمال اذ متى نمت صناعة الرئيس تيسر له أن يدفع لعماله أجوراً طيبة وسهل عليهم تخصيص نصيب من أموالهم لايجاد المنشئات التي تدفع عن رجالهم جوائح الزمان فتعينهم اذا احتاجواو تكفل لهم رزقهم اذ
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/270
المظهر