٢٥٨ الانكليز أ بعد الامم عن مذهب الاشتراكيين المصالح وهى حال لا تربى فى المرء ميلا الى العمل كما هو معروف لانه نظام يقتل في الانسان ملكة العمل وتقدير فوائده العظمى . فاذا تناول ذلك النظام أمة بتمامها انتشرت آثاره بحسبه واذادام توارثه زمنا طويلا من الآباء الى الابناء اشتد ظهور تلك الآثار على قدر مدته فتضعف القدرة على العمل نوعاً في الولد بعد أبيه ويشتد الضعف فى بنيه وهكذا حتى يصل الجيل الاخير الى خمول ذلك الرجل الشرقى الذى لم يبق له من القدرة على العمل الا ما يحصل به القوت كيلا يموت جوعاً . ومهما قلبنا الحوادث وفتشنا في بطون التواريخ لا نستخلص غير نتيجة واحدة هي ان النشأة الاتكالية قد أضعفت الهم في كل زمان وعطلات استعداد الافراد الى العمل وجعلت أهلها من الضعفاء المتأخرين فان الاتكال وسادة لينة تليق بمن يميل الى النعاس ولكنه ما كان يوما بوقا يقوم على صوته من رام النهوض ولعل قوما يقولون ان ذلك لمن أحب الاشياء اليهم وأنهم يفضلون النوم على القيام لان غاية المتمنى فى الحياة ان يستريح المرء مهما استطاع لاان يشقى ما استطاع وانهم يرتاحون لحمول أهل النشأة الاتكالية ولا يبتسمون لذاك الكد والعناء التى تنميه النشأة الاستقلالية . وأنا أدرك هذا الاعتراض بل أقول ان فيه رفقا وحنانا بالناس وليس فيه الا ان ما يطلبون محال لسببين عب الاول ان الاسباب الطبيعية التى تولدت عنها النشأة الاتكالية في الازمان الماضية لم تعد مؤثرة فى هذه الايام ولا عامة كما كانت . فالاصل في وجود تلك النشأة حالة البداوة الاولى التى ظهرت في سهول آسيا الفسيحة
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/266
المظهر