الانجليز أبعد الامم عن مذهب الاشتراكيين الالماني للاشتراكيين تختلف فرق الاشتراكيين في مقاصدها ومطالبها الا انها متفقة كلها على امر واحد هو لب المذهب ورايته التي تخفق فوق رأس الجميع وعلامته الخاصة وهو وجوب حل جميع المسائل الاجتماعية بالقانون او بتداخل الحكومة فكلها تعلل النفس بحكومة تقرر طريقة الشغل وتحدد الملكية وتقدر الاجور وتتكفل باسعاد الامة في مجموعها وفى كل واحد منها منفرداً بحيث تصير الحكومة رئيسا عاما للكل وبالجملة فالحكومة هي كعبة الامال الجديدة التي يحج اليها الاشتراكيون على اختلاف مشاربهم . ولكى يتبين هذا نأتى على طرف من احوال كل فريق أقربهم الى المعقول هم الثوريون لأنهم يذهبون برأيهم الى آخر ما يؤدى اليه وتكاد الفرق الاخري لا تعمل الا لخدمتهم اذ من الفكر الانسانى متى قذف به في منحدر ان يسير حتى يبلغ النهاية وهذا هو السبب في ازديادهم على الدوام ومن بينهم نبغ استاذ مذهب الاشتراكيين الحالي الذي اكمل مبانيه وكان لرأيه تأثير عند جميع الفرق حتى المحافظين والمدرسين وهو (كارل مركس ) ورأيه مبسوط في كتابه المسمى ( رأس المال ) كتاب كله قضايا عقلية كقضايا الحساب بل هو أصعب منها قراءة وأتعب فها ومبنى طريقته عدة استنتاجات مترتبة على حدود وتعاريف وفرضيات وحدسيات . فبأحدى القضايا يهدم المجتمع الانساني الحاضر وبثانية يبنيه على اس جديد . ومن رأيه ( ان العمل هو الوحدة الحقيقية التي يمكن تقدير قيمة المصنوعات بحسبها ومعرفة الفرق بين الانواع عادة جميع ١٣٦
