١٤٦ الحد الأقصى التربية الفرنساوية مضرة بثروة الامة هذه هي الأسباب التي تدعو الى اقتناء الأوراق المالية بوجه الاجمال وهي حركة أو جبت تغيراً عظيما فى الأفكار من حيث العمل ورفعت شأن النقود الى المقام الاسمى وفتحت أمام كل طالب بابا للكسب فسيحا وارتقت بالماليين الى ذروة الهيئة الاجتماعية فأصبحوا ملوك العصر وقياصرة الزمان غير ان لكل شيء فى الوجود ضدا والدهر قلب وهنا يصدق تشبيه السعد بمجلة تدور فما أكثر تقلبات الثروة المنقولة لانها على الدوام تحت رحمة تغير الأسواق وتغير الاسواق على الدوام تحت رحمة السياسة والمضاربات ولسنا في حاجة الى سرد ما تحدثه الاسواق المالية كل يوم من التخريب والتدمير لأن علمه حاصل لكل واحد منا وانما الذي نريد توجيه الافكار أناسا اليه هو ان الخسارة المالية قد تشتد فى بعض الاحيان فتصيب كثيرين حتى تكون داهية كبرى وتشبه البناء اذا تداعى . هنالك يصيح القوم بأصوات الفزع وينطق كل واحد بما تمليه عليه منافعه فيتسابقون في تعنيف الماليين ورميهم بمر الملام وسم الكلام وقد يكون اللائم نفسه مستحقا للزجر والتعنيف. ومن الغريب ان كل مساهم يستعد لاقتضاء الارباح ولكنه يكره تحمل الخسارة والواقع ان كليهما نتيجة لازمة لطبيعة العمل الواحد فالاوراق المالية تربح وتخسر أي تثمر التقلب كما يثمر الكرم عنبا وشجرة التفاح تفاحا . والذى يجب الاهتمام به والبحث عنه هو معرفة ما اذا كان في الامكان ملافاة الضرر الذى ينجم عن تقلب الاسواق المالية والتفادي من سلطة الماليين . ومن المشاهد ان ذلك في الامكان بل ان
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/154
المظهر