سر تقدم الانكليز السكسونيين ١٤٥ فأول مزية في تلك السندات سهولة حيازتها وهي سهلة الحيازة لكونها تتجزأ الى مالانهاية له وقابليتها للتجزؤ تسهل لأحقر الناس اكتسابها وربحها لا يقتضى كلفة ولا عناء فكل الناس من صغير وكبير يميل اليها ثم الربح الذي يأتى منها يأتى بانتظام في أوقات مقررة وذلك لا يتأتى لمن يزاول الزراعة مثلا أو الصناعة أو التجارة وظاهر أنه لا موجب للانسان يدعوه الى ترك هذه المزايا وثانيتها لمالك السندات أمل فى زيادة قيمتها أو تسديد ما عليه منها بطرق مفيدة أو في نوال ربح كبير ومن أصابه حظ مما ذكر فقد اغتنى وهو نائم والكثير يعتمد على ما يرجو كسبه من هذا السبيل فأصحاب السندات والسهام الذين حصلوا ثروة طائلة كثيرون وما من أحد إلا ويغبط مساهمى شركة «انزان » التى اشتهرت بوفرة ارباحها ومساهمي شركة قنال السويس وشركة الغاز في باريس وغيرها فقد أتت تلك الشركات وأمثالها بالارباح التي لا تعد في زمن يسير لأنها تكونت فى زمن كثرت فيه حاجة الناس اليها وقل المتنافسون معها وأقبل الناس عليها ولا يزالون مقبلين اقبال الظمآن على الماء. نعم من الناس من يخسرون فيها الا ان الخسارة غير ظاهرة بجانب الكسب الوفير وثالثتها سهولة شراء هذه السندات فى الاسواق المالية « البورصة » وبيعها وما يتخلل ذلك في كل وقت من هبوط الأسعار وارتفاعها يحمل كثيراً من الناس على الاشتغال بها رجاء الربح في المضاربات فضلا عما يجدونه في ذلك من اكتفاء العناء فى حفظ أموالهم والزيادة فيها الى -19-
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/153
المظهر