ويعود بالفشل وأمَّا إذا نهض لعملهِ بهمة وحزم انقشعت غيوم مصاعبه كما ينقشع الضباب بحرِّ الشمس. قال الشاعر
والإكباب على الأعمال عادة كبقية العادات والمواظبة تجعله ملكة. وكل من أكب على عمله بجدٍّ أفلح فيهِ ولو كان معتدل القوى. قيل إنَّ فول بكستن اتَّكل على الوسائط الاعتيادية والإكباب الشديد جارياً على قول الحكيم كل ما تجدهُ يدك لتفعلهُ فافعلهُ بقوتك. ونسب نجاحهُ إلى إكبابهِ بكليتهِ على أمرٍ واحد في وقت واحد. ولا يبلغ الإنسان أمراً ذا طائل إلا بالعمل المقرون بالشجاعة. والإنسان يقوى باقتحام المصاعب وهذا هو الجهاد ونتائج هذا الجهاد تدهش كل من ينظر فيها حتى إنَّ توقُّع المستحيل يصيِّر المستحيل ممكناً. والآمال طلائع الأعمال. وأمَّا ضعيف الهمة والمتردد في أمورهٍ فيرى الممكن محالًا
حُكي أنَّ جنديًّا فرنساويًّا كان يمشي في غرفته ويقول لا بُدَّ من أنْ أصير مرشالًا. وما به من شدة الأمل هوَّن عليهِ كل أمر عسير فنال بغيتهُ وصار مرشالًا. وقيل إنَّ واحداً مرض مرة فعزم أنْ يُشفَى فشُفِي من تلقاءِ عزمهِ. وإنَّ المولى مولك القائد المراكشي كان مصاباً بمرض عضال حين انتشبت الحرب بين جيوشهِ والجيوش البرتوغالية فلما سمع صرخات الحرب نهض من عن سريرهِ واقتاد جيشهُ وبقي حيًّا حتى فاز بالغلبة على العدو
والإرادة هي التي تُمكّن الإنسان على عمل ما يريد عملهُ. قال بعض الأفاضل الإنسان كما يريد. وحكى بعضهم أنهُ رأى نجاراً يصلح كرسيًّا من الكراسي التي يجلس عليها القضاة وكان يعتني بإصلاحهِ أكثر من المعتاد فقال لهُ ما لك تعتني بإصلاح هذا الكرسي اعتناءً شديداً قال لأني أريد أنْ أجلس عليهِ يوماً ما. وهكذا كان لأن ذلك النجار درس