إلى إنكلترا ولما بلغها حسَّن قوم للملك أنْ يقبض عليهِ وعلى المال الذي رجع بهِ زاعمين أنه لما أخبره بهذا المشروع لم يفصله كما ينبغي فلم يَنْقَد الملك إليهم بل قال أنا أعلم أنَّ فبساً أمين صادق ولذلك هو والذين ساعدوهُ أحق بهذا المال من كل أحد. فاقتسم فبس وأعضاءُ اللجنة المال فكان لهُ منهُ عشرون ألف جنيه ثم إنَّ الملك منحهُ لقب نيط إظهاراً لأمانتهِ ونشاطهِ فخدم الدولة خدماً كثيرة ثم جُعل والياً على ولاية مستشوستس وبعد ذلك رجع إلى إنكلترا ومات فيها سنة ١٦٩٥ ولم يكن يخجل من ذكر أصلهِ الوضيع بل كان يفتخر أنهُ رُبي نجار مراكب فصار نيطاً ثم والياً. وحين كانت تشكل عليهِ المهام السياسية كان يقول إنهُ يفضل الرجوع إلى قدومهِ على تولي الولاية. وقد ترك اسماً مخلداً في الاستقامة والشجاعة ومحبة الوطن يحق لعائلة نرمنبي أنْ تفتخر بهِ مدى الأجيال
ووليم بتي أصل بيت لنسدون ولد سنة ١٦٢٣ وكان مثل فبس في الاجتهاد والمنفعة للجمهور. وكان أبوه خياطاً فقيراً فلم يتعلم في صباهُ إلا بعض المباديءِ ثم انتقل إلى مدرسة كاين الكلية وكان يبيع شيئاً من البضاعة فيربح ما يقوم بنفقتهِ ثم رجع إلى إنكلترا وخدم ربان سفينة لكي يتعلم سلك البحر فاحتقره الربان لقبح منظرهِ فترك البحر وعزم على درس الطب. فمضى إلى باريس وأخذ يمارس التشريح العملي وكان في غضون ذلك يرسم أشكالًا لهبس إذ كان آخذاً في تأليف مقالاتهِ في فن البصريات. وكان ربحهُ من ذلك يسيراً جدًّا فوصل إلى الفاقة الشديدة حتى إنهُ اقتات ثلاثة أسابيع بالجوز. فعاد إلى البيع والشراءِ ولم يمض عليهِ إلا القليل حتى ربح ما مكنهُ من العود إلى إنكلترا فعاد إليها وأخذ يكتب في الفنون والعلوم ويستعمل الكيمياء والطبيعيات واشتهر أمرهُ فيهما. ثم عرض على البعض من أصحابهِ العلماء إنشاءَ جمعية علمية فوافقوهُ وأنشأُوا الجمعية الملكية