على أرباب هذه الصناعة وأطلقت فرسي في ميدانهم ولحسن حظي نلت الجائزة. ثم انتقلت إلى بلكبرن ودخلت معمل الخواجات يتس حداداً للآلات وكنت أقضي أوقات العطلة في الرسم والتصوير وحفر صورة المسبك وصادفت مصاعب كثيرة في حفرها لأنهُ لم يكن عندي الأدوات اللازمة فخطر لي أنْ أصنع هذه الأدوات بيدي وبعد تعب كثير صنعت منها ما يوافق ذوقي. وكنت محتاجاً إلى زجاجة مكبرة لأني حفرت قسماً كبيراً من صور المسبك بعوينات أبي قبل أن وجدت زجاجة مكبرة تفي بغرضي. وحدثت حادثة بينما كنت أحفر هذه الصورة كادت تجعلني أترك حفرها وذلك أنهُ كان من عاداتي أن أضع الصفيحة جانباً عندما أُدعَى لعمل آخر بعد أنْ أدهن الجزء المحفور بالزيت حذراً من الصدأ وذات مرة افتقدتها بعد أن تركتها زماناً طويلًا فوجدت الزيت قد جمد عليها فحاولت إخراجهُ بالإبرة فوجدت أنه إخراجهُ يقتضي وقتاً قدر وقت الحفر فاسقط في يدي وساءَني الأمر جداً ولكنهُ خطر ببالي أنْ أغليها في ماءِ الصودا ففعلت ومسحتها بفرشاة ناعمة فزال الزيت عنها. ولما زِلت هذه الصعوبة رأيت أنهُ لم يبقَ عليَّ إلا الاستمرار على حفرها بالصبر ولم يكن من يساعدني ولا من يرشدني في شيءٍ ولذلك أقول بكل جراءة إنهُ إذا كان في هذه الصورة شيءٌ من الفضل فجميعهُ لي وليس لي فيهِ شريك وما من شيءٍ يدعوني لإشهارها إلَّا إظهار ما يمكن أن يُعمل بواسطة الاجتهاد والمواظبة وهذا هو فخري» وقال أيضًا إنَّ زوجتهُ كانت تجلس بجانبهِ وهو آخذ في حفر هذه الصورة وتقرأُ لهُ في الكتب المفيدة فتسليهِ وتعينهُ على السهر الطويل
وليس من قصدنا أنْ نطيل الكلام على هذه الصورة وما تستحقهُ من الاعجاب لأن جرائد التصوير قد استوفت ذلك وإنما نقول إنهُ حفرها في أوقات العطلة مدة خمس سنوات ولم يرَ قط صورة محفورة