انتقل إلى المحتوى

صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/141

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۱۳۳
الفصل السادس

يصعدهُ إلى المركبة. ولما كان يعمل في غلاشلس سنحت لهُ فرص كثيرة لزيارة الأديرة القديمة والاطلاع على ما فيها من صناعة البناءِ. فطاف في أكثر شمالي إنكلترا ولم يترك بناءً غوطيًّا إلا زارهُ ورسمهُ بعد أنْ نظر فيه نظراً مدققاً. ولما كان في لنكشير ذهب إلى يورك ماشياً وذلك مسافة خمسين ميلًا وبقي أسبوعاً كاملًا وهو يمعن نظرهُ في بناءِ كنيستها الكبيرة ثم رجع ماشياً. وبعد ذلك انتقل إلى غلاسكو وأقام فيها أربع سنوات وكان يذهب إلى الكنيسة الكبرى كلما مكَّنتهُ الفرصة وينظر في بنائها. ثم انتقل إلى الجنوب ودرس كنتربري وونشستر وتنترن وغيرها من الأبنية الشهيرة. وسنة ١٨٢٤ عزم على الطوفان في أوربا لهذه الغاية وكان يعول نفسهُ على الطريق من عمل يديهِ فوصل إلى بولون ومنها إلى باريس فأقام فيها بضعة أسابيع وكان يرسم كل ما ظنهُ يستحق الرسم وكان ماهراً في عمل الآلات والمطاحن وجد عملًا يعمل به حيثما توجه وكان يفضل الإقامة قرب بناء غوطية قديمة لكي يعن النظر فيهِ كلما سنحت لهُ الفرصة. فبقي سنة في هذه السياحة ثم انقلب راجعاً إلى اسكتلندا وواظب على بحثهِ حتى صار ماهراً في الرسم. وكانت خرائب دير ملروز أحب الخرائب إليهِ وقد رسم لها رسوماً عديدة ثم أخذ يرسم رسوماً لواحد كان شارعاً في طبع كتاب مصور على مبدأ كتاب برتون في آثار الكنائس وكان هذا العمل يلذ لهُ جدًّا وقد عمل فيهِ برغبة شديدة واضطر أنْ يطوف في نصف أراضي اسكتلندا لأجلهِ إلا أن المؤلف مات فجأة توقف عمل الكتاب فطلب كمب باباً آخر للرزق. ولم يشتهر أمرهُ كثيراً مع ما وصل إليهِ من المهارة واتساع العلم وطول الباع لأنهُ كان يميل إلى الصمت وعدم التظاهر ولو بما في الواقع. ولما عينت لجنة مدفن سكت جائزة لمن يرسم الرسم الأفضل لذلك المدفن اختير رسمهُ من بين رسوم كثيرة صنعها أمهر صناع العصر فأُرسل إليهِ كتاب يعلمهُ باختيار رسمهِ