اللهم إني أحمدك حمد الشاكرين ، واشكرك شكر الحامدين ، واصلي واسلم على خير خلقك ، وحامل هديك ، وقبس نورك ۰۰ محمد بن عبد الله۰۰ وآله وصحبه، ومن سلك نهجه وسار على دربه
وبعد .. فنحن بين يدي نفحة اخرى من نفحات الأستاذ العقاد نتنيا ظلالها ، ونقتطف ثمارها ، ونرتشف رضا بها، ونعيش أحداثها الشهداء الأبرار الاطهار ، الذين تركوا بصمات جلية في سجل العظمة والانتهار مع ذي النورين ۰۰ عثمان بن عفان ومقصد کاتبنا فيما يكتب ، تعريف بالنفس الإنسانية في حالة من أحوال العظمة والعبقرية ، أو حالة من أحوال النبل والأريحية ، وذلك من خلال المواقف والأحداث فحسب . الا نمط من أنماط متعددة ، زخرت بها الدعوة الاسلامية من سیر الخلفاء ، وغير الخلفاء كأبي عبيدة ، وخالد، وسعد ، وأمثالهم من الصحابة والتابعين ما الا من كان عظيما بمزية ، وعلما من أعلام التاريخ فان كان هؤلاء من العظمة ، ومن تاريخ بني الإنسان ، لرلا العقيدة الدينية ، والرسالة المحمدية ؟؟؟ وسيرة عثمان لا تبرز لنا عبقرية كعبقرية الصديق أو الفاروق أو الامام ، وانما تبرز لنا من جانب الأريحية مصفحة لا تطوى ، ولا يستطيع العقل الرشيد أن يرجع بها إلى باعث غیر باعث العقيدة والايمان وان أبرز الخصائص في تاريخ العقيدة ، أنه تاریخ قيم ومبادىء ، وليس بتاریخ وقائع وأحداث ، والوقائع والأحداث على اختلاف العصور ، وتكرر الصور ، متشابهة في ظاهرها ، مختلفة في باطنها ، والقيم النفسية التي تكمن
لذلك لم يكن مقتل عمر كمقتل عثمان ، فبواطن الحادثين والقيم النفسية الكامنة وراءهما متباينة ، لان عمر قتل بيد دخيلة على الاسلام ، وبتخطيط من خصوم الاسلام ، أما عثمان .. فقد قتل باید مسلمة ، حركها رقادها الدهماء الشاغبون.