انتقل إلى المحتوى

صفحة:تخليص الإبريز في تلخيص باريز - هنداوي.pdf/84

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
تخليص الإبريز في تلخيص باريز‬


‫وقول ابن دريد‪:‬‬

وإنما المرء حديث بعده
فكُن حديثًا حسنًا لمن وعى

وقيل لإسكندر: لو استكثرت من النساء كثر ولدك، وطاب بهم ذكرك، فقال: دوام الذكر في حسن السيرة والسنن، ولا يحسن لمن غلب الرجال أن تغلبه النساء.

وقيل لإسكندر: لو استكثرت من النساء كثر ولدك، وطاب بهم ذكرك، فقال: دوام الذكر في حسن السيرة والسنن، ولا يحسن لمن غلب الرجال أن تغلبه النساء.

ومن طباع الفرنساوية التطلع والتولع بسائر الأشياء الجديدة، وحب التغيير والتبديل في سائر الأمور، وخصوصًا في أمر الملبس، فإنه لا قرار له أبدًا عندهم، ولم تقف لهم إلى الآن عادة في التزيين، وليس معنى هذا أنهم يغيرون ملبسهم بالكلية، بل معناه أنهم يتنوعون فيه؛ مثلاً: لا يغيرون لبس (البرنيطة) ولا ينتقلون منها إلى العمامة، وإنما هم تارة يلبسون (البرنيطة) على شكل، ثم بعد زمن ينتقلون إلى شكل آخر، سواء صورتها أو لونها، وهكذا.

ومن طباعهم المهارة والخفة، فإن صاحب المقام قد نجده يجري في السكة كالصغير، ومن طباعهم أيضًا الطيش والتلون، فينتقل الإنسان منهم عن الفرح إلى الحزن وبالعكس، ومن الجد إلى الهزل وبالعكس، حتى إن الإنسان قد يرتكب في يوم واحد جملة أمور متضادة، وهذا كله في الأمور الغير المهمة، وأما في الأمور المهمة، فآراؤهم في السياسات لا تتغير، كل واحد يدوم على مذهبه ورأيه، ويؤيده مدة عمره، ومع كثرة ميلهم إلى أوطانهم يحبون الأسفار، فقد يمكثون السنين العديدة والمدة المديدة، طوافين بين المشرق والمغرب، حتى إنهم قد يلقون أنفسهم في المهالك، لمصلحة تعود على أوطانهم يحبون السفر، فقد يمكثون السنين العديدة والمدة المديدة، طوافين بين المشرق والمغرب، حتى إنهم قد يلقون أنفسهم في المهالك، لمصلحة تعود على أوطانهم، فكأنهم مصداق قول الحاجري:

كل المنازل والبلاد عزيزة
عندي ولا كمواطني وبلادي

وقال آخر:

نقِّل فؤادك ما استطعت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبدًا لأول منزل
٨٤