كالسور للمدينة و(بلوارات) داخل المدينة، ومحيط (البلوارات) الخارجة أبلغ من خمسة فراسخ ونصف، وعدد (بلوارات) «باريس» اثنان وعشرون (بلوارًا).
وفي المدينة عدة فسحات عظيمة تسمى المواضع، يعني الميادين، كفسحة «الرملية»1 بالقاهرة، في مجرد الاتساع، لا في الوساخة، وعدها خمسة وسبعون ميدانًا، ولهذه المدينة أبواب خارجية برانية كباب النصر بالقاهرة، وهي ثمانية وخمسون بابًا وبهذه المدينة أربع قنايات من صنف (ص ٥٢) المسماة عيونًا، وثلاثة دواليب لجري المياه بالنواعير، إلا أنها عظيمة، وستة وثمانون صهريجًا، ومائة وأربع عشرة حنفية على الطرق. ومما يدل على عمارة هذه المدينة كون أهلها دائمًا في الزيادة البينة، وأرضها في الاتساع، وعماراتها في التكميل والتحسين، وهمتهم2 جميعًا في توسيع دائرتها بالأبنية العظيمة، لإعانة ملوكهم على ذلك برفع عوايد البيوت المستحدثة على التنظيم الجديد مدة من الزمن، قال الشاعر:
وبذلك يكثر أهلها، فإن أهلها الآن — يعني أهل الاستطيان بها — فوق مليون من الأنفس، ومحيطها سبعة فراسخ فرنساوية، ومطايا هذه المدينة — كغيرها من بلاد فرانسا — العربات، إلا أنه يكثر فيها ذلك ويتنوع، ولا تزال تسمع بها قرقعة العربات ليلاً ونهارًا بغير انقطاع، وسيأتي تفصيل ذلك في غير هذا المحل.